أزمة ملاعب القرب بالحي الحسني.. جمعيات تحتج على “الإقصاء” ومجلس المقاطعة يرد

وجهت عدد من الجمعيات الرياضية الناشطة بمقاطعة الحي الحسني، شكاية رسمية إلى السيدة عاملة عمالة مقاطعة الحي الحسني، احتجاجا على ما اعتبرته “إقصاء ممنهجا” من حقها في استغلال ملعب القرب الألفة، الذي يعد المتنفس الرياضي الوحيد المتاح حاليا أمام الأطفال والشباب بالمنطقة.
وقالت الجمعيات في شكايتها إن الاستفادة من الملعب تمنح لعدد محدود من الأندية الرياضية دون غيرها، في غياب معايير شفافة أو جدولة واضحة تراعي مبدأ العدالة المجالية وتكافؤ الفرص بين مختلف الجمعيات المحلية.
وأشارت الجمعيات إلى أن ملعب الألفة الكبير لا يزال قيد الأشغال، وهو ما يضاعف من حجم معاناة الممارسين والمهتمين برياضة كرة القدم، حيث يبقى ملعب القرب هو الفضاء الوحيد المفتوح أمامهم لمزاولة أنشطتهم الرياضية والتربوية.
وأضافت أن هذا الوضع يحرم المئات من الأطفال والشباب من ممارسة هوايتهم في ظروف ملائمة، ويضرب في العمق الأهداف الكبرى للسياسات العمومية المرتبطة بالرياضة كوسيلة للاندماج الاجتماعي ومحاربة الهدر المدرسي والانحراف.
وطالبت الجمعيات الرياضية الموقعة على الشكاية بالتدخل العاجل للسيدة العاملة قصد تمكين جميع الجمعيات الرياضية من حقها في استغلال ملعب القرب الألفة بشكل عادل ومنظم، وضمان تكافؤ الفرص بين مختلف الأندية والجمعيات المحلية، بالإضافة إلى وضع جدولة شفافة وواضحة لاستغلال الملعب، تراعي المصلحة العامة وتخدم أبناء المنطقة.
من جانبه، أوضح سعيد عريش، نائب رئيس مقاطعة الحي الحسني المكلف بقطاع الرياضة، أن المقاطعة تواجه إكراهات حقيقية مرتبطة بضعف الوعاء العقاري المخصص لإنجاز ملاعب القرب، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على حجم الضغط الكبير الذي تعرفه المرافق الرياضية المتوفرة حاليا داخل النفوذ الترابي للمنطقة.
وأوضح عريش، في حديثه لجريدة العمق المغربي، أن هذا النقص في البنيات الرياضية يجعل المقاطعة في وضع صعب أمام الطلب المتزايد من طرف الجمعيات والساكنة، مشددا على أن المجلس يسعى إلى تدبير هذا الملف وفق مقاربة تشاركية تراعي مبدأ تكافؤ الفرص.
وقال في هذا الصدد: “توزيع الحصص الزمنية الخاصة باستعمال هذه الملاعب يتم بشكل عادل وديمقراطي، دون أي محاباة أو تفضيل لجمعية على حساب أخرى، وذلك من أجل ضمان استفادة الجميع من حق الولوج إلى الفضاءات الرياضية.”
وأضاف المسؤول الجماعي أن الملاعب الموجودة يستفيد منها اليوم أكثر من خمسين جمعية تنشط في مجالات متعددة، بينها جمعيات رياضية وتربوية وثقافية، ما يعكس حجم الإقبال الكبير على هذه الفضاءات ودورها في تأطير الشباب وصقل مواهبهم، إلى جانب مساهمتها في الحد من ظاهرة الفراغ التي تدفع عددا من المراهقين نحو سلوكات غير إيجابية.
وأشار عريش إلى أن الولوج لهذه الملاعب يتم بشكل مجاني، معتبرا ذلك مكسبا أساسيا للمجتمع المدني وساكنة الحي الحسني، حيث لا يمكن – بحسب تعبيره – القفز على هذه الحقيقة أو التشكيك فيها.
وأردف أن مسؤولية تدبير شؤون المنخرطين تبقى شأنا داخليا خاصا بكل جمعية، والمقاطعة لا تتدخل في ذلك، بل يقتصر دورها على ضمان توفير المرافق للجميع وفق الإمكانيات المتاحة.
وفي ختام تصريحه، أكد نائب رئيس المقاطعة أن المجلس الجماعي واع بحجم الخصاص في البنية التحتية الرياضية، وأنه يواصل البحث عن حلول بديلة، سواء عبر شراكات مع مؤسسات أخرى أو عبر استغلال ما يمكن توفيره من عقارات إضافية، بهدف توسيع العرض الرياضي وضمان حق الشباب في ممارسة الرياضة في ظروف لائقة وآمنة.
اترك تعليقاً