سياسة

المخارق: احتجاجات “جيل z” ليست مفتعلة.. واستمرار الحراك بلا أفق خطر على البلاد

رفض الميلودي المخارق، الأمين العام لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، تحميل جهات خارجية مسؤولية احتجاجات ما يعرف بـ”جيل z”، داعيا في الوقت نفسه لوقف هذا الحراك واستثماره للوصول إلى طاولة الحوار والتفاوض.

وقال المخارق، خلال حلوله ضيفا على برنامج “نبض العمق”: “من مصلحة الشباب ومن مصلحة البلاد ألا يستمر هذا الحراك الشبابي إلى ما لا نهاية وبدون أفق واضح. للاتحاد المغربي للشغل تجربة طويلة في الاحتجاجات والإضرابات والمعارك النضالية، لكن هناك وقت يجب أن تحدد فيه الآفاق ويتم الوصول إلى الحلول ونحن نعتقد أن الحراك بلغ رسالته ووصلت إلى من يهمهم الأمر بأن الشباب ضائع وأنه يتعرض للويلات وأن المواطن المغربي له حقوقه في الصحة والتعليم والتشغيل لكنها ضائعة”.

وشدد المسؤول النقابي على أن “الاحتجاجات الشبابية الحالية ليست مفتعلة من جهات خارجية، بل هي نتيجة تراكم الغضب نتيجة انسداد الأفق أمام الشباب، سواء في العمل أو الدراسة أو المعيشة، حيث قال بهذا الخصوص: “هذا الحراك لا يمكن وصفه بأنه مفتعل من جهات خارجية، فالاحتقان وصل إلى حد لا يُطاق لدى الشباب والمواطنين، ومن هنا جاءت هذه التظاهرات السلمية، لا يمكننا أن “نغطي الشمس بالغربال”، يجب أن ننظر إلى الواقع كما هو، وأن نتفهم وضعية الشباب فقد انسد الأفق أمامهم والغضب تراكم إلى مستوى جعل هؤلاء الشباب يندمجون في الحراك بعفوية وانخراط كامل”.

وحول التعامل العملي والميداني مع هذه الاحتجاجات، أكد المخارق أن على الحكومة الخروج من صمتها، مشيرًا إلى أن الأغلبية الحكومية أصدرت بلاغًا قالت فيه إنها تتفهم احتجاجات الشباب ومستعدة للحوار، لكنه اعتبر أن الخطوة غير كافية دون تطبيق فعلي على الأرض، حيث إن الحكومة مطالبة، وفق تعبيره، أن تتحمل مسؤوليتها كاملة.

وشدد على ضرورة أن تتحمل كل مؤسسة نقابية أو سياسية أو من المجتمع المدني مسؤوليتها، مشيرا إلى أن الاتحاد المغربي للشغل يقترح مناظرة وطنية حول قطاع الصحة لتسليط الضوء على الحقيقة حول الأوضاع، بالإضافة إلى إمكانية تنزيل برنامج استعجالي للنهوض بالمستشفيات، مؤكدا أن البناء والتجهيز وحدهما لا يكفيان، مستشهدًا بأجهزة مثل السكانير التي تُشترى ثم لا تُشغّل، في حين يُعلن عن افتتاح مستشفى كإنجاز شكلي فقط، وأوضح أن تقديم المقترحات والحديث عنها اليوم يُقصد به التأكيد على ضرورة تقديم جواب سياسي واضح على الأحداث الجارية.

كما أشار الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل إلى أن هناك عدة سيناريوهات تُروج في الفضاء الرقمي ويتحدث عنها الناس، مؤكّدًا أن الجواب السياسي الأول يجب أن يكون الاستجابة لمطالب الشباب، معتبرا أن الأمور العملية تتطلب إطلاق برنامج استعجالي للنهوض بالمستشفى العمومي أولًا، مضيفًا أن المغاربة مستعدون للمساهمة في حال توفّر التمويل، شريطة أن تُصان صحة المواطنين.

وبخصوص قطاع التعليم، أكد المسؤول على ضرورة تقديم صورة ملموسة للناس حول المدارس الرائدة، مشددًا على أن التعليم الذي لا يؤدي إلى تشغيل أو عمل لائق ليس تعليمًا حقيقيًا، وأوضح أن التجارب السابقة للبرامج الاستعجالية في الصحة والتعليم شهدت نجاحات وأخطاء، مؤكدًا على ضرورة أن يكون أي برنامج جديد واضحًا وشفافًا وبمشاركة جميع الفعاليات المعنية، مع تحديد سقف زمني للنهوض بالمستشفى العمومي.

وشدد المسؤول النقابي على أهمية محاسبة المسؤولين عن الوضع الصحي، مؤكدًا أن أي شخص لا يمكنه أن ينجز ما يريد في وزارته ثم يقول “انتهى الأمر”، بل يجب ربط المسؤولية بالمحاسبة، مشيرا إلى أن المستشفى الحسن الثاني، الذي يحمل اسمًا ذا رمزية كبيرة، في حالة رديئة، مستنكراً غياب زيارة الوزير الميدانية للاطلاع على الأوضاع الاستشفائية منذ توليه مهامه، معتبرًا ذلك إخلالًا بالمسؤولية الثابتة عليه.

ولفت أن 45% من الشباب لم يحصلوا على فرص مناسبة نتيجة قرارات وصفها بالنقابية بالمجحفة، مثل تسقيف سن التوظيف في التعليم. وأضاف موخاريق أن هذه المطالب تشمل الصحة والتعليم والعمل اللائق، مؤكدًا أن الشباب يسعون إلى الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، وهي مطالب تتماشى مع أهداف الاتحاد المغربي للشغل.

وتناول المخارق الوضع الصحي، مشددًا على أن المستشفيات المغربية في حالة رديئة، مستشهدًا بمستشفى الحسن الثاني في أكادير الذي يعكس حجم الأزمة، كما انتقد الوضع التعليمي، مؤكدًا أن المدرسة العمومية لم تعد تؤدي وظيفتها، وأن الشباب يريدون فرص شغل لائق، وليس وظائف بأجور منخفضة أو في شركات المناولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *