ترامب يعلن حضوره التوقيع على “صفقة غزة” بمصر.. والاحتلال يرتكب مجزرة جديدة

في مشهد يجمع بين الدبلوماسية والدم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أنه سيزور مصر قريبا لحضور الحفل الرسمي لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال ارتكاب مجازر مروعة بقطاع غزة، أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، رغم الإعلان عن الاتفاق فجر اليوم.
وقال ترامب، خلال اجتماع حكومي بالبيت الأبيض، إن التوقيع الرسمي سيُجرى “في الوقت المناسب” بالعاصمة المصرية القاهرة، مشيدًا بمساهمات دول المنطقة في ما وصفه بـ“اتفاق تاريخي يمهّد لسلام دائم في الشرق الأوسط”.
وأضاف أن “العالم بأسره اصطف خلف هذا الاتفاق”، مؤكدا أن المرحلة الأولى تتضمن الإفراج عن جميع الرهائن وسحب القوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها، وذلك “في خطوة أولى نحو سلام متين ودائم وأبدي”، على حد تعبيره.
ويأتي إعلان ترامب ساعات بعد توصل إسرائيل وحماس، بوساطة مصرية وقطرية وتركية وبرعاية أمريكية، إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطة “السلام في غزة”، عقب مفاوضات غير مباشرة استمرت أربعة أيام في مدينة شرم الشيخ.
وتُقدّر تل أبيب عدد أسراها في غزة بـ48 أسيرا، بينهم 20 على قيد الحياة، في حين يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 11 ألف أسير فلسطيني يعيشون أوضاعا مأساوية، وفق تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي الجانب الإسرائيلي، عقدت حكومة بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الخميس، جلسة خاصة للمصادقة على الاتفاق، بعد تأجيلها عدة مرات بسبب مشاورات مكثفة أجراها نتنياهو مع مبعوثي ترامب إلى المنطقة، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.
وأكدت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية أن وقف إطلاق النار سيبدأ خلال 24 ساعة من تصويت مجلس الوزراء، حال المصادقة الرسمية عليه.
لكن على الأرض، لم ينعكس “اتفاق السلام” على سلوك جيش الاحتلال، إذ شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على أحياء متفرقة من مدينة غزة قبيل ساعات من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ما أدى إلى وقوع مجزرة في حي الصبرة بعد تدمير منزل مأهول، استشهد فيه 4 من سكانه، فيما فُقد 40 آخرون، وفق الدفاع المدني الفلسطيني.
وفي قصف آخر، استشهد 3 فلسطينيين بينهم امرأتان في حي الطيران وسط المدينة، فيما أصيب آخرون في غارات استهدفت أحياء الزيتون والنفق وتل الهوى ومدرسة اليرموك التي تؤوي نازحين. كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية مناطق في النصيرات وخان يونس، وأسفر القصف عن استشهاد امرأة وعدد من المدنيين وإصابة العشرات.
وتأتي هذه المجازر رغم الإعلان عن اتفاق وقف النار، لتؤكد استمرار النهج الدموي الإسرائيلي بدعم أمريكي، في حرب وُصفت بالأكثر دموية في التاريخ الحديث لغزة، إذ تجاوز عدد الشهداء منذ 8 أكتوبر 2023 أكثر من 67 ألفًا و190 شهيدًا، إضافة إلى 169 ألفًا و890 جريحًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وبينما يرفع ترامب شعار “السلام الأبدي”، تواصل طائرات الاحتلال قصف غزة بلا توقف، في تناقض صارخ بين مساعي واشنطن الدبلوماسية وواقع الإبادة الميدانية التي لم تتوقف حتى بعد إعلان الاتفاق.
اترك تعليقاً