بـ500 محرك سنويا ومئات الوظائف.. “سافران” تحول المغرب لثاني موقع عالمي لمحركات الطائرات

تعيش الصناعة الوطنية في مجال الطيران على إيقاع مرحلة جديدة “حاسمة”، بعد إطلاق أشغال المركب الصناعي الجديد لمحركات الطائرات لمجموعة “سافران” الفرنسية بالنواصر، تحت إشراف الملك محمد السادس، في خطوة وُصفت بأنها “قفزة نوعية” تعزز موقع المملكة كوجهة عالمية للاستثمار في الصناعات المتقدمة.
وسيتحول المغرب، عقب هذا المشروع، إلى ثاني موقع عالمي لمجموعة “سافران” بعد فرنسا، مع إنتاج إجمالي يصل إلى 500 محرك سنويا، يشمل أنشطة التجميع والصيانة والإصلاح لمحركات الطائرات من الطراز العالمي LEAP.
ويتوقع أن يخلق هذا المشروع المهيكل مئات فرص الشغل المباشرة والمؤهلة للشباب المغربي، ويعزز مكانة المملكة كمنصة صناعية تنافسية عالميا في مجال صناعة الطيران، ويجسد الثقة المستمرة للمستثمرين العالميين في الإمكانيات الصناعية والكفاءات الوطنية.
وترأس الملك محمد السادس، اليوم الإثنين بالنواصر، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، حفل تقديم وإطلاق أشغال إنجاز المركب الصناعي لمحركات الطائرات، التابع لمجموعة “سافران”، المشروع المهيكل الذي يعزز مكانة المغرب كقطب استراتيجي عالمي لصناعة الطيران.
وأوضح وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن المركب الجديد يمثل “قاطرة حقيقية” ستغير مشهد قطاع الطيران المغربي، مضيفا أن “المشروع سيضع المنصة الوطنية لصناعة الطيران في طليعة التقدم التكنولوجي، من خلال إدماج أنشطة جديدة على أعلى مستوى من التعقيد والتطور الصناعي”.
وكشف الوزير أن هذا المركب يتكون من مشروعين استراتيجيين، الأول يتعلق بإنشاء مصنع لصيانة وإصلاح محركات الطائرات بطاقة 150 محركا سنويا، باستثمار يبلغ 1.3 مليار درهم، سيوفر 600 منصب شغل مباشر في أفق 2030.
إقرأ أيضا: الملك يطلق مشروعا عملاقا لصناعة محركات الطائرات لشركة “سافران” بالنواصر (صور)
أما المشروع الثاني، فيخص تجميع واختبار محركات طائرات الرحلات من نوع LEAP 1A المخصصة لطائرات “إيرباص A320 نيو”، بطاقة 350 محركا سنويا، وباستثمار قدره 2.1 مليار درهم، سيمكن من خلق 300 منصب شغل عالي التأهيل بحلول 2029.
وأضاف مزور أن المغرب أصبح بفضل هذا المشروع “ثاني موقع عالمي لإنتاج محركات LEAP بعد فرنسا”، مما يعزز إدماجه الدائم في سلسلة القيمة العالمية لمصنّعي محركات الطائرات، مؤكدا أن “القطاع اليوم يضم أكثر من 150 فاعلا ويشغل 25 ألف كفاءة مغربية، 42 بالمائة منهم نساء”.
من جهته، أكد الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار، كريم زيدان، أن “المغرب رسخ مكانته كأرض مفضلة للاستثمار الصناعي بفضل رؤية الملك محمد السادس، التي جعلت من المملكة وجهة موثوقة ومنافسة عالميا”.
وأشار زيدان إلى أن المركب الجديد “سيوفر فرص شغل نوعية للشباب المغربي، ويحفز شركات عالمية أخرى على الاستثمار في المملكة”.
أما المدير العام لمجموعة سافران، أوليفييه أندرييس، فقال إن “اختيار المغرب جاء لكونه بلدا يمتلك الكفاءات والبنيات التحتية الحديثة وإطارا اقتصاديا مستقرا”، موضحا أن سلسلة تجميع محرك LEAP بالدار البيضاء، ستكون أكبر سلسلة تجميع لمحركات الطائرات خارج فرنسا، مردفا أن “سافران” ستواصل “الملحمة التكنولوجية والصناعية التي تربطها بالمملكة منذ 25 سنة”.
وذكر بأن أول مصنع لسافران في المغرب تأسس عام 1999 كان أيضا ورشة صيانة لمحركات الطائرات، حيث تم إنشاء المصنع بشراكة مع الخطوط الملكية المغربية لمواكبة تطوير محرك LEAP الذي يعد محرك الطائرات الأكثر مبيعا في العالم.
من جهته، أبرز رئيس مجلس إدارة المجموعة، روس ماكينيس، أن هذا المركب “تجسيد ملموس للروابط الصناعية القوية بين فرنسا والمغرب”، مشددا على أن “سافران لا تنتج في المغرب، بل مع المغرب”، في إشارة إلى الشراكة النموذجية بين البلدين في مجال الصناعات الجوية المتقدمة.
واعتبر ماكينيس أن ترؤس الملك محمد السادس لحفل الإطلاق “يعكس اهتمام جلالته الكبير بالتنمية الصناعية، والبيئة الاستثمارية النموذجية التي تستمر المملكة في ترسيخها”، مؤكدا أن “المرحلة المقبلة ستشهد تسريعا لنمو قطاع الطيران المغربي وتعزيزا لموقعه في سلاسل الإنتاج العالمية”.
وتابع قوله إن المغرب بلد تحتل فيه “سافران” موقع الريادة في قطاع الطيران، وتواصل الاستثمار والتطور، معتبرا أن “كل هذا أصبح ممكنا لأن المجموعة لا تنتج في المغرب، بل مع المغرب”، وفق تعبيره.
يُشار إلى أن مجموعة “سافران” المتخصصة في تصنيع محركات طائرات الرحلات القصيرة والمتوسطة، تعد ثالث فاعل عالمي في مجال الطيران خارج مصنعي الطائرات، حيث اختارت الاستقرار في المغرب منذ 25 عاما.
اترك تعليقاً