مجتمع

في زاكورة .. دواوير يصلها الماء الشروب مرة في الشهر!

 
علمت جريدة “العمق المغربي” من مصادر محلية بإقليم زاكورة أن عددا كبيرا من الدواوير المنتشرة بجماعة اكتاوة بقيادة تاكونيت التي تبعد حوالي 64 كيلومترا عن زاكورة المركز، تعاني من شح كبير في مادة الماء الصالح للشرب، حيث لا تقوم الجماعة بتوصيل الماء للسكان إلى مرة واحد في الشهر، رغم انعدام مصادر أخرى يمكن للساكنة أن تستعين بها في جلب الماء، حيث تتميز أبار المنطقة بملوحية شديدة تستنكف الدواب عن شربها.
 
ووفق المصادر ذاتها، فإن ساكنة أزيد من 30 دوارا بجماعة اكتاوة بإقليم زاكورة تعيش أوضاعا مأساوية بخصوص الحصول على الماء الصالح للشرب، حيث تعمل الجماعة القروية على تخصيص يوم واحد من الماء لكل دوار من دواوير الجماعة الـ 31، غير أن الدواوير ذات الكثافة السكانية العالية تجد صعوبة في الحصول على الماء بشكل متساو، حيث يلعب القرب من أنابيب المياه دورا كبيرا في الحصول أمام المنازل المتواجدة بمناطق عليا فتجد صعوبة في الحصول عليه.
 
كما تعاني الساكنة من مشكل آخر يتمثل في صعوبة تأمين وسائل جمع الماء لمدة شهر، خصوصا وأن “المطمورات” التي توجد بالمنطقة يتم استعمالها لتجميع “ماء السد” الذي يصل المنطقة عبر واد درعة بين ثلاث وأربع مرات في السنة، كما أن “ماء السد” يتميز أيضا بمذاقه السيء، حيث يتم استعماله في التصبين وإعداد الوجبات الغذائية، في حين يلجؤون إلى شربه عند الضرورة القصوى، وخصوصا في فصل الصيف حيث يكثر الإقبال بشكل كبير على الماء ولا يكفي ما يتم تخزينه من الماء الذي ترسله الجماعة القروية.
 
وحسب مصادر الجريدة، فإن تجارة الماء تنشر بشكل كبير خلال فصل الصيف، حيث يقوم أشخاص محسوبون على الجماعة القروية باستعمال صهاريج الجماعة من أجل بيع الماء لبعض الساكنة بمقابل مالي يتراوح بين 50 درهم للصهريج الذي تبلغ سعته 3 طن و100 درهم للصهريج الذي تبلغ سعته 7 اطنان، وذلك دون تقديم وصولات تثبت أن المال المتحصل عليه من خلال هذه العملية سيتم وضعه في خزانة الجماعة، حيث تستفيد من تلك الصهاريج الأسرة الميسورة والنافذة، فيما تظل الأصر الفقيرة تتدبر أمرها إلى حين وصول الماء مرة واحدة في الشهر.
 
ورغم الشكاوي التي تقدم بها السكان إلى الجماعة والسلطات المحلية من أجل ايجاد حل لهذا المشكل إلا أن الأمر ظل على ما هو عليه منذ سنوات حيث تتكرر معاناة الساكنة بشكل كبير في فصل الصيف، خصوصا وأنه يتزامن في السنوات الأخيرة وشهر رمضان، حيث يستحيل استعمال الدواب من أجل جلب الماء في أبار تبعد عن دواوير الجماعة بمسافة تقدر بين 20 كيلومترات بالنسبة للداوير الموجودة في أقصى شمال الجماعة وأربع كيلومترات بالنسبة للداوير المتواجدة جنوبها، وهو ما يجعل الساكنة تعيش معاناة يومية مع الحصول على الماء.