رحل كما عاش بصمت.. جنازة هادئة للممثل محمد الرزين أحد أعمدة المسرح المغربي (فيديو)

جرى بعد عصر الخميس، تشييع جثمان الممثل الراحل محمد الرزين إلى مثواه الأخير بمقبرة ظهر الزعتر في مدينة تمارة، وذلك بعد أن وافته المنية في منزله صباح اليوم عن عمر ناهز 79 سنة، بعد صراع طويل مع مرض عضال.
وشهدت مراسيم التشييع حضور عدد من أقاربه وجيرانه، إلى جانب الممثلين رشيد الوالي وحسن مكيات، في جنازة اتسمت بالهدوء والبساطة، تعبيرا عن حياة الراحل التي اتسمت بالتواضع والعطاء بعيدا عن الأضواء.
وفي تصريح لـ”العمق”،قال الممثل رشيد الوالي: “تلقيت خبر وفاته هذا الصباح من ابنه، وفاته جاءت بعد معاناته مع المرض في الأشهر الثلاثة الأخيرة، حاول كل واحد منا أن يقوم بواجبه، لكن قضاء الله وقدره فوق كل شيء، وأشهد أن أبناءه ووزارة الثقافة كذلك، كل واحد قدم المساعدة حسب قدرته، لكنه كان متعبا وكأنه يريد الرحيل، وفي الموت رحمة، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته”.
وأضاف الوالي متحدثا عن علاقته بالراحل: “عشت معه فترات جميلة، وكان من الناس الطيبين الذين دعموني في بداياتي الفنية، حيث مد لي يد المساعدة في أول فيلم قصير لي بعنوان الفجر، كان إنسانا متواضعا، هادئا، نبيلا، لا يضر أحدا، عاش بنخوة وكريما إلى آخر أيامه، ومات في صمت لأنه لم يكن يحب الظهور ولا مشاركة حياته في مواقع التواصل الاجتماعي”.
واسترسل الوالي: “نلاحظ اليوم أن بعض الفنانين حين يرحلون، ترافقهم صور سوداوية مرتبطة بالفقر والمعاناة، لكن محمد الرزين عاش وسط عائلته بكرامة ومحبة، وأشهد ببرهم له”.
من جانبه، وصف الممثل حسن مكيات رحيل الرزين بأنه “خسارة جديدة للفن المغربي”، خصوصا وأنها تأتي بعد يومين فقط من وفاة الممثل عبد القادر مطاع، أحد رفاقه في الجيل المؤسس، مشيرا إلى أن الراحل الرزين كان جارا وصديقا قبل أن يكون زميلا في العمل، مضيفا أنه كان من أوائل من دعموا المواهب الصاعدة وساندوها دون تردد.
وكشف مكيات في تصريح لـ”العمق”، أنه اشتغل إلى جانب الرزين في المسرح والسينما والتلفزيون، وكان آخر لقاء جمعهما في فيلم “يوم طويل” للمخرج حكيم قبابي، “شاءت الأقدار أن يكون ذلك آخر عمل يجمعنا”، يقول مكيات، مشيرا إلى أن علاقة الراحل بزملائه كانت إنسانية قبل أن تكون مهنية.
واعتبر مكيات، أن ما تركه الفنان الراحل من أعمال سيبقى حيا في ذاكرة المغاربة، لأنها كانت دائما “تحترم قيم المجتمع وتعكس الإنسان المغربي البسيط بصدق ودون تصنع”.
يشار إلى أن الراحل محمد الرزين يعد من الوجوه البارزة في المشهد الفني المغربي، إذ ولد سنة 1946، وبدأ مسيرته في المسرح قبل أن ينتقل إلى السينما والتلفزيون، حيث بصم على مسار متنوع وغني جعله من الفنانين المحبوبين لدى الجمهور.
شارك الرزين في عدد من الأعمال السينمائية المميزة منذ سبعينيات القرن الماضي، من بينها “القنفودي” للمخرج نبيل لحلو و”السراب” لأحمد البوعناني، كما شارك في أفلام مغربية وأجنبية صورت في المغرب، إلى جانب ظهوره في أعمال تلفزيونية عديدة جسد فيها شخصيات ظلت راسخة في ذاكرة المشاهدين.
تميز الراحل بصوته الجهوري وأدائه المتقن، وبأسلوبه الهادئ والرصين الذي جعله أحد أعمدة التمثيل في المغرب، حيث جمع بين القوة التعبيرية والبساطة في الأداء، مما منحه احترام النقاد وحب الجمهور على حد سواء.
وخلال السنوات الأخيرة، عانى الراحل من مشاكل صحية أبعدته عن الأضواء، قبل أن يفارق الحياة بعد رحلة طويلة مع المرض، وقد عبر العديد من زملائه ومتابعيه عن حزنهم لفقدان واحد من رواد المسرح والسينما الوطنية، مؤكدين أن اسمه سيظل حاضرا في الذاكرة الفنية المغربية.
اترك تعليقاً