مجتمع

هكذا يحرص الفقراء في المغرب على إحياء تقاليد رمضان

يحرص الفقراء في المغرب على إحياء التقاليد والأعراف المغربية، خلال شهر رمضان، على الرغم من ضعف مدخولهم الشهري.

وتنطلق التجهيزات والتحضيرات لشهر رمضان منذ دخول شهر شعبان، حيث يحرص المغاربة، الغني منهم والفقير، على تحضير مجموعة من الأكلات كـ”الشباكية’ وهي حلوى تحتوي على اللوز والعسل ومكونات أخرى، و”البريواتط هي أيضا حلوى تحتوي على اللوز والعسل، و”الحريرة” عبارة عن شوربة، بالإضافة إلى “السفوف” و”البغرير” و”المسمن”…

و يتفاعل المغاربة فيما بينهم، قبل وخلال رمضان، بعبارات خاصة لمباركة هذا الشهر، حيث يقولون: “مبروك عواشرك” أو “مبروك عليك هاذ الشهر” أو “مبروك عليك سيدنا رمضان” أو “الله يدخل عليك هاذ الشهر بالصحة والعافية” وغيرها من العبارات..

وما إن يدخل الشهر الكريم، حتى تفوح من كل البيوت والمنازل روائح ونكهات الأكلات المتميزة التي لا تخلو من أية مائدة مغربية، مهما اختلف أجر صاحبها ودخله.

ويعمد مجموعة من الفقراء في المغرب إلى الاقتراض، سواء من أقاربهم أو من الأبناك، من أجل تغطية تكاليف هذا الشهر، على اعتبار أن إحياء التقاليد والأعراف شيء ضروري لا مفر منه.

أما بالنسبة لبعض الفقراء، الذين يعانون من الفقر المضقع ولا يرغبون في التكلف عن أنفسهم، من خلال الاقتراض، فيتم دعوتهم من طرف أقاربهم الميسورين أو من طرف بعض الجمعيات.

وتقوم عدد من جمعيات المجتمع المدني بالمغرب، خلال هذا الشهر، بمبادرات لمساعدة المحتاجين من خلال تنظيم موائد إفطار الصائمين المحتاجين، ومبادرات لتوزيع المواد الغذائية على الفقراء، وذلك رغبة منها في تعزيز التكافل والتضامن بين كل أفراد المجتمع المغربي.

بعيدًا عن الوجبات والأكلات، يقتني المغربي ملابس جديدة قبل حلول هذا الشهر، مثل “الدراعية”، وهي عباءة رجالية واسعة مطرزة عند الصدر، و”البلغة” التي تعتبر الحذاء المفضل عند الشعب المغربي خلال رمضان، فيما تقبل النساء على شراء الجلباب والشربيل.

ومن بين العادات التي دأب المغاربة على القيام بها، هي تنظيف بيوتهم ومنازلهم قبل حلول رمضان، رغبة منهم في استقبال هذا الشهر بمزيد من النقاء والصفاء، حيث ينظفون كل أركان منازلهم أو يقومون باستدعاء عاملات نظافة.

أما في ليلة القدر، التي يجرى إحياؤها في ليلة الـ26 أو الـ27 من الشهر، فتدعو الأسر أطفالها الصغار لصيام هذا اليوم، وتكافئهم بمائدة إفطار غنية بالوجبات والأكلات وتلتقط لهم صورا لتخليد هذا اليوم المتميز في حياة الطفل.

ولتوديع شهر رمضان، يحضر أو يشتري الفقير المغربي حلويات اللوز وعصيرات، على قدر المستطاع، من أجل تناولها في عيد الفطر رفقة الأهل والأحباب.

ولا فرق بين الفقير والميسور، خلال شهر رمضان، كلهم يحرصون على اتّباع التقاليد والعادات مهما كانت حالتهم الاجتماعية.