سياسة

المريزق: بنكيران يسير على خطى “دوركايم” لتفتيت المغرب العميق

اتهم المصطفى المريزق القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة، رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران بمحاولة استغلال أسس النظرية الانقسامية التي وضعها عالم الاجتماع الفرنسي “إميل دوركهايم” في بداية القرن الماضي والذي كان يريد من خلالها أن يجد مداخل ومفاتيح لفهم أنماط الحياة في المجتمع القبلي لمعرفة أشكال وطبيعة ونوعية العلاقات السائدة بين أفراده والبحث عن ما يوحدهم ويفرقهم.

واعتبر في مقال رأي توصلت جريدة “العمق المغربي” بنسخة منه، أن “رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران يخاطب المغاربة في أكثر من مناسبة بنوع من الاستهزاء السياسي في موضوع تنمية العالم القروي، حيث وصف مؤخرا سكان جبالة وريافة وسواسة والشلوح وصحراوة بأصحاب الحياء والقناعة والذين صبروا في حقهم الله يجازيهم بخير وراهم مهنيين من سكان المدينة ومن شي سياسيين، قبل أن يختم قوله: “سكان القرى يعيشون في النعيم، وكيضربو البندير من بعد العشاء”.

وأبرز المريزق أن الرواية التحقيرية لرئيس الحكومة حول سكان المغرب العميق، حاولت دوائر مخزنية وأحزاب سياسية نشرها وترسيخها بين المغاربة، مشيرا أن “نفس اللغة استعملها في أكثر من مناسبة أعداء الوحدة الوطنية وكارهي التعددية السياسية والثقافية والدينية لمحاصرة المد النضالي والتحرري الذي انطلق من بلاد الريف وجبالة والأطلس والجنوب”.

وأشار أن “هذا الإصرار من جانب رئيس الحكومة لمحاصرة التاريخ البطولي والشجاع لهذه المناطق في دهاليز ثقافة النسيان، ومسح ذاكرة المغاربة الجماعية، واختزال معاناتها في “ضريب البندير” وإخراج مجرى التاريخ عن سكته، والضحك السياسي على المغاربة بالقهقهات السخيفة “ههههه” والمحتقنة بالحقد الدفين، لن ينفعه في شيء يوم المحاسبة والعقاب، والأمر هنا ليس سوء تقدير أو نتيجة نقص في المعلومات، فالأمر هنا يتعلق بنهج تضليلي وعدائي للعالم القروي الذي لا يحتاج لمن يعلمه أركان الصلاة وطريقة الوضوء”.

وأشار أن “استهداف رئيس الحكومة للمناطق القروية لن يزيد إلا من الحقد والكراهية وتعقيد الأزمة والتشجيع على الانتفاضة ضد الحكرة والتهميش والاستبعاد الاجتماعي والظلم والتحكم من جهة، ومن جهة أخرى، سيقوي لحمة كل المطالبين برد الاعتبار لتاريخهم ومطالبة الحاكمين بالاعتراف الرسمي بما لحقهم من ضرر جماعي ومن إقصاء منهجي لكي لا تكرر هذا مستقبلا”، معتبرا أن “جماهير هذه المناطق لن تنسى أبدا التضحيات والبطولات التي صدرت عن آبائها وأجدادها في سبيل التحرر والانعتاق والديمقراطية وحقوق الإنسان”.