أخبار الساعة

تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا في إيرلندا بشكل مقلق

حذرت منظمات غير حكومية عاملة في مجال حقوق الإنسان ومكافحة العنصرية من أن ظاهرة الإسلاموفوبيا في إيرلندا تشهد ارتفاعا مقلقا منذ السنة الماضية، مع تزايد ارتفاع حوادث العنصرية إزاء الأقليات العرقية في البلاد، وفق ما نشر موقع “آيريش تايمز”.

وأظهرت الأرقام الصادرة حديثا عن مجلس ايرلندا للهجرة أن البلاغات عن ظاهرة الإسلاموفوبيا قد ارتفعت بحوالي 35 في المئة في عام 2015، بعدما بدأ المجلس في التواصل مع أفراد الجالية المسلمة رغبة منه في رصد حوادث العنصرية التي يواجهونها.

وقالت تيريزا بوكواسكا، من مجلس إيرلندا للهجرة، إن “العديد من أفراد الجالية قد اتصلوا بنا للإبلاغ عن حوادث العنصرية، غير أنهم لم يذكروا أن انتماءهم الديني كان سببا في ذلك، بل كان لون البشرة أو كون الفرد مهاجرا”.

وأضاف: “غير أن السنة الماضية شهدنا تغييرا ملحوظا، بدأ الأفراد المتصلون بالإبلاغ عن تعرضهم لحوادث لمجرد أنهم مسلمون، وبدأ الانتماء الديني يلعب دورا كبيرا في تعرضهم للتحرش والتعنيف”.

وأشارت الأرقام الأخيرة التي سجلها مكتب الإحصاء المركزي أن أكثر من 103 عملا عنصريا سجل في إيرلندا خلال عام 2015. ولكن، تبقى هذه الأرقام أقل من تلك التي سجلها مكتب تابع لمنظمة حقوق الإنسان الذي رصد 148 عملا عنصريا ما بين فترة يناير ويونيو 2015، وهو انخفاض طفيف مقارنة مع فترة يونيو إلى ديسمبر 2014 التي سجلت 182 عملا.

وأوضح شاين كوري، مدير الشبكة الأوروبية لمحاربة العنصرية في إيرلندا، أن “الخطاب المعادي للإسلام والإشارة إلى المسلمين بالإرهابيين وأعضاء في تنظيم داعش، ظاهرة متزايدة بحدة داخل المجتمع الإيرلندي، إلى جانب الخطاب المعادي للإسلام الذي يتزايد في العالم ويعيد أفراد المجتمع الإيرلندي صياغته على الطريقة المحلية”.

كما أشار جايمس كار، الأستاذ بجامعة ليمريك، إلى ظاهرة ارتفاع العداء والعنصرية تجاه المسلمين في بداية هذه السنة الجارية، لاسيما وأن النساء المسلمات أصبحن عرضة للاعتداءات بمعدل مرتين مقارنة مع الرجال المسلمين.

كشف كار عن دراسة تؤكد تعرض ثلث الجالية المسلمة في إيرلندا، رجالا ونساء، إلى أعمال عنصرية، فيما تتعرض غالبية النساء المسلمات إلى نزع حجابهن أو نقابهن بعنف.

وعلى مستوى القادة المسلمين، ذكر الشيخ عمر القادري، إمام مركز المصطفى الإسلامي، أن الخوف من أفراد الجالية المسلمة ينبع من الجهل بدينهم، قائلا “على أفراد المجتمع الاقتناع بغياب وجود صلة بين المسلمين وبين أعضاء تنظيم داعش”، مضيفا: “نحن أيضا ضحايا أعمال التطرف، فالجالية المسلمة ليست بالعدو، بل حليفة المجتمع في محاربة الإرهاب”.

وحذر القادري من تزايد الاعتداء على النساء المحجبات بسبب مظهرهن الخارجي، “فغالبا ما يصرخ أحد الركاب في وجههن بوسائل النقل العام”، كما حذر من الهوة العميقة التي قد تحدث بين أفراد المجتمع الواحد، لأن غالبية المسلمين اعتادوا على وصفهم “بالإرهابين وبأعضاء التنظيمات الإرهابية”.

وزاد القادري “لقد اعتدنا على هذا الوصف، لكن لا ينبغي لذلك أن يحدث، لأن ذلك يعد الخطوة الأولى نحو تهميش فئة ووقوعها في التطرف. تعرف الجالية المسلمة أن أولئك الأفراد لا يشكلون الأغلبية لكن محاربة ذلك والتصدي له أمر أساسي لتفادي وقوع الأسوأ”.