مجتمع

تفاصيل محاكمة “البرنامج المرحلي” لعاملة بمقصف كلية العلوم في مكناس

في شهادة مثيرة، قالت طالبة عاينت أطوار التعنيف والمحاكمة التي نظمت لعاملة مقصف كلية العلوم في جامعة مكناس، يوم الثلاثاء، من قبل طلبة قاعديين ينتمون لفصيل “البرنامج المرحلي”،  إنها انسحبت من ذاك المشهد “خوفا وضعفا، فلعنت نفسي وخجلت من دماء الشهداء ولعنت التاريخ على هكذا تشوه”.

وحسب ما جاء في شهادة الطالبة، إنه في “لحظة، بدأ فيها الكر والفر، والكل في اتجاه فتاة تحت قبضة “رفيق”، وليكن المصطلح أفضل كان الرفيق “يجرجرها” من شعرها، في حين كان “الرفاق” الآخرون يصفعونها ويرفسونها من جميع الجهات، إلى أن أوصلوها إلى مكان عقد الحلقية، معلنين عن محاكمة جماهيرية.

قيل في صك الاتهام، إن الفتاة العاملة في المقصف، تعمل جاسوسة لصالح الحركة الثقافية الأمازيغية، ومن أنهم تأكدوا من ذلك بعد مراقبتهم لها لمدة 15 يوما”،  أخذوا منها  هاتفها بدعوى الاطلاع على الرسائل المتبادلة مع “صديقها المنتمي للحركة الثقافية الأمازيغية، حيث وجدوا على الهاتف فيديوهات تخص أطوار الأمسية التي كان فصيل البرنامج المرحلي قد نظمها مؤخرا، وأيضا الاطلاع على أسماء الرفاق، إضافة إلى اتهامهم لها بأنها تشتغل في مجال الدعارة وترسل صور الطالبات إلى زبنائها…

وأضافت الطالبة في شهادتها: “بينما كان “الرفيق” المسير يحكي ويوضح أسباب ودواعي هذه المحاكمة، كان الرفاق الآخرون يصفعونها على وجهها، كلما حاولت المسكينة التفوه بكلمة، أو إزاحة الثوب المربوط على عينيها إلى أن فقدت وعيها، وتركت ممدة على الأرض. وبدون ذرة إنسانية داست على وجهها “رفيقة ثورية تناضل من أجل الكداح العمال والفلاحين”، بينما ظلت طوال انعقاد الحلقية، تردد جملة “ماكاينش العاطفة مع هاد الأشكال”.

 وبدأت ملتمسات المتحلقين، كانت تسعة من بين عشرات الطلبة الذين أجمعوا، وكأن الاتفاق كان من قبل، على حلق شعر وحواجب الفتاة.

وأوضحت: “كانت قد بدأت هي بالتحرك فحملوها وربطوها على كرسي أعدوه أثاثا آخر للجريمة… وبعد معاناة، منحوها “حق” الكلمة. حيث اختلط الحديث على المسكينة مرفقا برعشات الخوف والرعب، مشفوعا بالبكاء وحالة إعياء بدت على الضحية، جراء ما تلقاه جسدها من ضربات، فيما اختزلت كلمتها “الطلبة كيكذبوا عليكم، مكاينش من هادشي، اللي كايقولو المشكل كان بيني وبين الرفيقة ديالهم”.

بعدها أحضروا بذاك الهاتف الملعون وتحت صفعات الجميع أدخلت شيفرة الهاتف، اإا أن الصدمة كانت كبيرة، وجدت قاعد معلومات الهاتف فارغة من أي محتوى، وبالتالي من كل ما تضمن من اتهامات وجهت لها.

حينها، بدا أن الأمر لم يقنع “هيأة حكم البرنامج المرحلي”، حيث عملوا على الاتجاه صوب المكتبة رفقة بعض المتعاطفين معهم  أملا في استرجاع شرائط الفيديوهات والرسائل الممسوحة.

حينها، طلبت الضحية الكلمة من مسير حلقية الجلادين، وهو الطلب الذي رافقته صفعات مباغتة وجهت لها، إذ إنهم منعوها من الكلام.

وأردفت: “بعدها، لم تجد العاملة “المتهمة” بدا من الاعتراف، تحت التهديد، بأنها تشتغل في مجال الدعارة، وأنها قامت بتصوير الأمسية، مؤكدة بأنه كان بعد موافقة إحدى “رفيقات” البرنامج المرحلي، مضيفة بأنها “الرفيقة” “اللي كان معاها المشكل”، إلا أنها ظلت تنفي التهمة التي وجهها لها فصيل البرنامج المرحلي المتطرف من كون الحركة الثقافية هي من بعثتها قصد التجسس عليهم، واستقاء أية معلومات تخصهم، إلا أنه حينما خذلهم الهاتف الذي لم يمنحهم أي دليل يخص إدانة العاملة، تم أخذها إلى خارج الحلقية، وتطبيق الحكم عليها بحلق شعرها وحاجبيها، مرفوقا ب 30 صفعة  قبل أن يعيدوها إلى وسط الحلقية، وهي تردد “ها أنا قرعتولي آ الطلبة، ومن بعد واش هاذا هو مستوى الطلبة؟؟”، وبعدها تم إحضار شريط الفيديو الذي كانت قد اعترفت من قبل بشأنه من أنها قامت بتصويره بموافقة الرفيقة..”

و”انسحبت أنا خوفا وضعفا فلعنت نفسي وخجلت من دماء الشهداء ولعنت التاريخ على هكذا تشوه”، تقول الطالبة الشاهدة على الحادث.