أدب وفنون

“مصائر” لربعي المدهون.. أول رواية فلسطينية تفوز بجائزرة “بوكر العربية”

فازت رواية “مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة” لربعي المدهون، أمس الثلاثاء، بالجائزة العالمية للرواية العربية “بوكر العربية 2016″، لتصبح أول رواية لكاتب فلسطيني تنال هذه الجائزة التي تعد من الأهم أدبيا في العالم العربي.

وتسلم المدهون الجائزة البالغة قيمتها 50 ألف دولار من رئيس هيئة أبوظبي للثقافة محمد خليفة المبارك ورئيس مجلس أمناء الجائزة ياسر سليمان.

والجائزة العالمية للرواية العربية هي مكافأة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية، أطلقت في أبوظبي العام 2007، وترعى الجائزة “مؤسسة جائزة بوكر” في لندن، بينما تقوم “هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة” في الإمارات بدعمها ماليا.
ونال الجائزة العام الماضي التونسي شكري المبخوت عن رواية “الطلياني”.

وإضافة إلى رواية المدهون، ضمت اللائحة القصيرة هذه السنة “نوميديا” للمغربي طارق بكاري، و”عطارد” للمصري محمد ربيع، و”سماء قريبة من بيتنا” للسورية شهلا العجيلي، و”مديح لنساء العائلة” للفلسطيني محمود شقير، و”حارس الموتى” للبناني جورج يرق.

وأكد المدهون أنه سيعود إلى حيفا قريبا للاحتفال بالجائزة، وقال “حيفا ينبغي أن ترتبط بعالمها العربي، ينبغي للثقافة الفلسطينية أن تعزز علاقتها بمحيطها، وهذا ما كنت أطمح إلى تحقيقه”.

وتروي “مصائر” المأساة الفلسطينية من كل جوانبها، خصوصا علاقة أبنائها بحق العودة، والإقامة في أراضي العام 1948 وحمل جنسية إسرائيلية.

وبحسب كتيب الجائزة، فالرواية هي “فلسطين الداخل والخارج”، ورواية “الفلسطينيين المقيمين في الداخل الذين يعانون مشكلة الوجود المنفصم” نتيجة حملهم جنسية “فرضت عليهم قسرا”.

وأتى الإعلان عن الرواية الفائزة خلال احتفال أقيم مساء الثلاثاء في أبوظبي، وقالت رئيسة لجنة التحكيم أمينة ذيبان، إن “من بين كل ما قرأنا من الروايات، اتفق أعضاء لجنة التحكيم على أن الرواية الفائزة في هذه الدورة هي مصائر”.

وقال المدهون بعد نيله الجائزة، إن الفلسطينيين منذ 1948 “فشلوا بكل وضوح أن يحققوا طموحهم، وأن يبنوا دولتهم، لم يبق على أرضهم سوى القدر القليل الذي لا يصلح لدولة”.

وأضاف “أنا اقول اليوم أن الفلسطينيين المثقفين يبنون دولة عظيمة من الإبداع والفن والثقافة… ليفرح الفلسطينيون هذه الليلة”.

وتتألف الرواية من أربعة أقسام يجسد كل منها إحدى حركات الكونشرتو، قبل أن تبدأ الحكايات الأربع “في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة والهولوكوست وحق العودة”.

– صورة لفلسطينيي الشتات –

ولد المدهون في المجدل عسقلان في جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1945. هجرت عائلته خلال نكبة 1948 إلى خان يونس في قطاع غزة، وانتقل هو بعدها إلى مصر حيث تابع تعليمه الجامعي، قبل أن يبعد في العام 1970 لنشاطه السياسي.

ويقيم المدهون حاليا في لندن حيث يعمل في صحيفة “الشرق الأوسط”، وله ثلاث روايات آخرها “السيدة من تل أبيب” التي رشحت للقائمة القصيرة لجائزة “بوكر” 2010.

وربط المدهون في مؤتمر صحافي عقد بعد منحه الجائزة، بين هاتين الروايتين اللتين تنقلان معاناة الفلسطينيين الذين لم يتركوا أرضهم، أكان في غزة أم في الأراضي التي قامت عليها “إسرائيل”.

وقال إنه في “السيدة من تل أبيب”، “قدمت بانوراما عريضة للواقع في قطاع غزة تحت الاحتلال (…) وكانت هذه الصورة كافية لأن تعطي مدلولات كبيرة على ما يعانيه الفلسطينيون”.