أدب وفنون

ناشطون يهاجمون مهرجان “الفيلم اليهودي” ويحذرون من استغلاله للتطبيع مع الصهاينة

أثار إعلان “Le comité du Soc” إطلاق الدورة الأولى لـ “مهرجان الفيلم اليهودي” بمدينة الدارالبيضاء، موجة من ردود الأفعال الغاضبة والمنتقدة للمهرجان، بين من اعتبر أن السينما فن له أهداف إبداعية يجب ألا تربط بالدين، وبين من حذر من استغلال المهرجان لأهداف تطبيعية مع الكيان الصهيوني.

وهاج الناشط الحقوقي والكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني عزيز الهناوي، ودعا اليهود المغاربة ومن “يدعون الاهتمام بثقافتهم المغربية”، إلى التبرؤ من “الصهيونية التي ارتكبت في حقهم، والجريمة الكبرى أواسط القرن الماضي، بتهجيرهم إلى كيان العدو الصهيوني”.

وتابع الهناوي في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي؛ “واليوم تعمل الصهيونية على تفعيل مخططات أخرى لصهينة ما تبقى منهم وإلحاقهم بالمشروع الصهيوني مما يشكل خطرا عل بنية المجتمع المغربي مجددا.. فضلا عن استهداف الصهيونية لمفاصل أخرى بالمجتمع مرتبطة أساسا بملف الأمازيغية بالمغرب و بدول المنطقة”.

من جهته، وصف الناقد والمخرج السينمائي عبد الإله الجوهري، المهرجان المذكور بـ “مهزلة”، واعتبر أن السينما يجب أن لا يكون لها مرجعيات دينية، في وقت يجب أن تكون لها هوية إبداعية، لأنها حسب المصدر نفسه، “فن راق، وأهداف إبداعية حقيقية بعيدة عن مجالات السمسرة المجانبة لمنطق العقل، أو تلك المنتصرة لبؤس الفعل الثقافي العاري الخاوي الأصلع، أو الساعية للغوص في جوف الظلمة الذاوية اللامتناهية، ظلمة تقود نحو العمى وهوة الأرواح السابحة، في عوالم دنيا المادة السطحية المحدودة الفانية”.

وتابع الجوهري في تدوينة له على “فيسبوك”، “السينما، يا تجار الحرب والخيال، أفق إنساني حق وفعل لا يعترف باللون أو الجنس أو الدين، أفق يعترف، فقط، بفضاء و حدود الإبداع، و بأفق الغد المطل على مملكة البهجة والنور والرقص على أنغام معاني الحياة”.

ووصف الجوهري منظمي المهرجان بـ “بعض النفوس الباغية، والكائنات البشرية الفانية، الكائنات الساعية للركوب على الأمواج المائية العفنة العاتية، والتفنن في التسلل عبر المسام الجلدية الطافحة بكل أنواع الأمراض المعدية والالتهابات الشمسية الحارقة، كائنات لا تفرق بين المشهد الفيلمي المصنوع بكل عناية والمشهد السوليمائي المحصور والمحشور بين أروقة وأزقة الأسواق الظلامية، ولا بين اللحظة السينمائية الخالدة واللحظة السوليمائية الميتة المقتطعة من قبح الوقت والانتهازية الفنية البائتة المعدية”، مشددا أن الوصف نفسه ينطبق على من كانوا في وقت سابق يدعون إلى “سينما إسلامية”.

بدوره، انتقد الصحافي والمخرج السينمائي جواد بنعيسي على حائطه “الفيسبوكي” فكرة المهرجان، وعبر عن اندهاشه من فكرته، كما شدد على أن “السينما ليس لها دين”.

ووجه الصحافي والمخرج السينمائي، انتقادات لمنظمي المهرجان على صفحته الخاصة بموقع “فيسبوك”، متهما إياهم بـ”استغلال الدين والمتاجرة به”، مؤكدا أنهم “لا يعلمون أن السينما فن راقي ولها أهداف إبداعية”.