منوعات

إيران تخشى التجسس عليها من خلال مساحيق العناية بالبشرة

بعدما فتحت سيدة الأعمال بدبي نيجين فتاحي-داسمال أول فرع في إيران للسلسلة الفاخرة التي تمتلكها من صالونات العناية بالأظافر هذا العام قوبلت بشيء من الإثارة والتشكك بين جيل الفتيات الإيرانيات الشاعرات بأهمية مظهرهن.

ورغم قيود الالتزام بالزي الإسلامي – بل وربما بسببها أيضا – تعد مبيعات مستحضرات التجميل في إيران من أعلاها في الشرق الأوسط.

فيما يرى بعض المحافظين الإيرانيين في المنتجات الأجنبية الفاخرة جزءًا من حرب على الجمهورية الاسلامية، وفي الأسبوع الماضي قالت وكالة تسنيم للأنباء وثيقة الصلة بالحرس الثوري الإسلامي إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية يمكن أن تتجسّس على الإيرانيين من خلال الأهداب الصناعية المزيفة أو مساحيق العناية بالبشرة.

ويتحتّم على النساء ارتداء ملابس محتشمة وأغطية للرأس لكنهن لا يغطين وجوههن وأيديهن. وتستخدم كثيرات من الإيرانيات أحمر الشفاه ومستحضرات تجميل الرموش وطلاء الأظافر بأساليب تبدو فيها استفاضة وتقليدية للمعايير الغربية.

والآن بعد رفع معظم العقوبات الاقتصادية الدولية بفضل الاتفاق النووي الذي توصّلت إليه إيران مع القوى العالمية وبدأ سريانها هذا العام تعتقد نيجين فتاحي داسمال أن الوقت قد حان لدخول السوق باسم تجاري يتمتّع بسمعة عالمية كبيرة.

ولسلسلة صالونات العناية بالأظافر التي تحمل اسم إن-بار قاعدة زبائن بين آلاف الإيرانيات ميسورات الحال اللاتي يقضين عطلاتهن في دبي حيث يمكنهن الاستمتاع بالشمس والتسوق وقدر من التحرر في ارتداء الملابس.

وقالت فتاحي داسمال، في مقابلة “بالنسبة للإيرانيات هذا اسم تجاري يستحق السعي وراءه، ففي ايران توجد الكثير من المنتجات المقلّدة، وهن يتعطشن بشدة لأي شيء حقيقي وأصلي ومستورد من الغرب”.

ومع ذلك فقد قالت إن بعض الزبائن يبدي تشككًا في أن يقدم الفرع الجديد في طهران للزبائن نفس الجودة المقدمة في دبي حيث تقدم الفروع عشرات من أساليب التقليم التي تطبق فيها معايير صحية مشددة وتنفذ بشكل نمطي في كل الفروع.

* أحدث موضة

وقد حافظت الإيرانيات في العشرينات من أعمارهن المسايرات لأحدث الموضات على مجاراة الاتجاهات العالمية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والسفر للخارج تفاديًا للعزلة الدبلوماسية والكبت المحلي، وتقول فتاحي داسمال إنهن يتّسمن بالتبصر والوعي عند الشراء.

وحتى في ظل العقوبات تمكّنت متاجر مستقلة في الأحياء الراقية في شمال طهران من الحصول على أحدث التشكيلات الموسمية من المنتجات العالمية ذات الأسماء الرنانة مثل دولشي آند جابانا ولوي فيتون وجوتشي وروبرتو كافالي.

وبدأت بعض هذه الأسماء التجارية الفاخرة تدخل ايران مباشرة الآن وربما تكون هناك فرص مماثلة لسوق مستحضرات التجميل الذي قدر مركز أبحاث تابع للبرلمان الإيراني أنه يزيد على أربعة مليارات دولار.

لكن هذه الأسماء التجارية قد تواجه مقاومة من فئات محافظة في مؤسسة الحكم التي تفرض الزي الإسلامي وتخشى السماح بظهور أي شكل من أشكال النفوذ الثقافي الغربي في البلاد.

وقال أفشين صادق زادة مستشار إدارة العلامات التجارية في طهران ورئيس تحرير مجلة ستايل الإيرانية السابق “أسلوب ارتداء النساء للملابس ومظهرهن مازال واحدًا من الخطوط الحمراء في الجمهورية الإسلامية.”

وأضاف “أصحاب العلامات التجارية الذين يتوجهون لإيران عليهم أن يستعدوا لمواجهة مقاومة من المحافظين بل ولإغلاق نشاطهم والطرد من إيران.”

* صعوبات أخرى

ومن العقبات المُحتملة أيضّا تعقيد اللوائح المنظمة للنشاط التجاري والأعمال المصرفية والتي قد تدفع كثيرين ومنهم فتاحي داسمال لاختيار ترتيب تمنح بمقتضاه حق استخدام الاسم التجاري لشريك محلي بدلا من امتلاك صالون في طهران بنفسها، ومما يزيد الصعوبات أيضًا ارتفاع أسعار الإيجارات وسوء اللوائح المنظمة للإيجار.

وقالت فتاحي داسمال “بسبب الجوانب القانونية والتعقيدات فإن ايران ليست مكانًا سهلاً لأداء الأعمال. لكنها مربحة بشدة أيضا، ولهذا السبب منحنا ترخيًصا لاستخدام اسمنا التجاري”.

ومما عرقل بعض الأسماء التجارية الكبرى صعوبة إيجاد شريك ملائم للنشاط ولا يرتبط بأي كيان تسري عليه العقوبات الأمريكية التي لا تزال سارية على البلاد.

وقال جان كاسيجران الرئيس التنفيذي لمجموعة لونشان لصناعة حقائب اليد “ايران بها إمكانيات كبيرة لكننا ما زلنا في مرحلة البحث عن الشريك المناسب” مضيفا أن هذه العملية قد تستغرق وقتًا طويلاً.

لكن فتاحي داسمال لا يفتّ ذلك في عضدها بل إنها تفكر في تصدير اسم تجاري آخر من الأسماء التي تمتلكها إلى ايران، فمن المحتمل أن تفتح قريبًا أول صالون للعناية بالشعر باسم جيت ست في طهران.

وقالت “لم لا؟”