وجهة نظر

الأمازيغية أضحت قضية دولة.. عيطو على الدولة

الدولة و ما أدراك ما الدولة! الكل ينادي على الدولة…

والكل يتمنى أن تنظر إليه الدولة ولو بنظرة خفية سريعة حتى وإن تلاها وحم أو وشم.
الدولة هي الحضن الحاضن المحتضن….
الدولة تعرفنا أكثر من معرفتنا بأنفسنا….

الدولة جازاها الله …زوجتنا ولقحتنا ووضعت “البومادا” الصفراء في عيوننا وفي افواهنا.. وسجلتنا في دفاترها المتعددة قبل أن تمدرسنا وتربينا…

الدولة أمنا و إن كان ثدييها لا تكفينا جميعا، فمن شرب منهما ينوب عن البقية فالرضاعة فيها فرض كفاية والبقية تشرب الشاي أو القهوة أو حليبا صناعيا مصطنعا وإن كان الجميع يتمنى شرب حليبها الذي يقوي المناعة وييسر الهضم ويقوي الإرتباط…
نحن إخوة من حليب الدولة…ومن شاي الدولة أيضا…

عندما تحملك الدولة بين أحضانها أو على كتفيها فأعلم أنك صرت خارقا غير مخترق ولن تحترق…
يكفيك ان تنادي على الدولة تلبى رغابتك الطبيعية وحتى طلباتك الرعناء….

فرحنا كثيرا عندما تذكرت الدولة أصولنا الأمازيغية وأقسمت في أم كتابها الدستوري على تدعيم هذه الأصول مشهدة الأمة على ذلك… الدولة لا تخلف وعدها أبدا…

فهي حينا في المآذن ورعة زاهدة باكية في المحارب و تارة أميرة في الدسائم والولاءم….

أصابتني تخمة الفرحة لما جاءتني البشارة …. ويالها من بشارة… سوف ألقي الخطابة في المحاكم والمنابر والمعاجم بلغتي الأصلية، فرحت كثيرا عندما أخبروني أن لغة الأجداد وثقافة الأسلاف أصبحت من جديد حية في المواطن….

سيكتب اسمي بتيفيناغ على بطاقتي الوطنية…
كلهم سيخاطبونني بلغة أمي…

أمي يا أمي المسكينة اخيرا ستفهمين سيكلمونك بلغتك … ستصبحين مواطنة…سيفهمك القاضي وسيحكم بالعدل…
حتى الطبيب سيصف لك الدواء بلغتك…

قيل ويقال أن أوراق الملف جاهزة للبت فيها و ما علينا إلا إعداد الساحات والمشاور للإحتفال..
سنرقص .. سنغني.. لكن هذه المرة بلغتنا .. سنمارس تقاليدنا بكل حرية…. سنسمي أبناءنا اماسين وديهيا… ويوكرتن….
لن يصفونا بالعنصرية… فقط لأنها ارادة الدولة…

سيصبح وايحمان مايسترو احيدوس فقط لأنها إرادة الدولة …
سيرقص السفياني لابسا “الموزون” على نغمات الركزة فقط لأنها ارادة الدولة…

لا أحد سينادي على الدولة فقط لأنها قضية دولة…

فلتحيا الدولة..

ـــــــــ
باحث في الدراسات الدولية و السياسية بجامعة محمد الخامس