سياسة

الملك: هناك جهات تستغل أزمات الأمة لإذكاء نزوعات الانفصال

قال الملك محمد السادس، إن هناك جهات تحاول “استغلال الوضع الهش في العالم الإسلامي لإذكاء نزوعات الانفصال، وإعادة رسم خريطة عالمنا الإسلامي على أسس تتجاهل التاريخ والهويات، وتعكس النوايا المبيتة للتدخل في مصائر الأمم والمجازفة بالأمن والاستقرار العالميين”.

ودعا الملك، في خطاب وجهه إلى القمة 13 لمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة بمدينة إسطنبول بتركيا، اليوم الخميس، إلى معرفة العوامل المؤدية إلى اندلاع الأزمات في بعض دول المنظمة، كسوريا واليمن والعراق وليبيا، واحتدامها وطنيا، وتفاقم تداعياتها إقليميا، فضلا عن تصاعد نعرات الطائفية والانقسام، وتنامي ظاهرة التطرف والإرهاب.

واعتبر الملك، في الخطاب الذي تلاه وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار أمام المشاركين في القمة، الوضع الحالي “ليس قدرا محتوما لأمتنا الإسلامية الحاضنة للقيم الروحية العليا، ولرسالة التنوير والاعتدال والتي يسجل لها التاريخ أيضا إسهاماتها القيمة في بناء الحضارة الإنسانية”.

وعبر الملك عن القلق من تزايد “نزوعات العداء ضد الإسلام بالدول الغربية، وزرع الخوف والحذر والكراهية تجاه الأقليات المسلمة المكونة على الخصوص من مهاجرين ينحدرون من بلداننا”، مشيرا إلى أن تعالي أصوات مناهضة للدين الإسلامي، “تؤجج مشاعر الحقد وتعبئ الرأي العام في تلك البلدان ضده، في نطاق توسع ظاهرة الإسلاموفوبيا، مما يبعث على القلق الشديد”.

وقال الملك، في الخطاب ذاته، “إن من شأن معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا الوضع، والتحديد الموضوعي للمسؤوليات التاريخية محليا وإقليميا ودوليا، أن تعبد الطريق لتجاوز هذه المرحلة العصيبة، عبر وضع الاستراتيجيات والبرامج الإصلاحية الملائمة وتنفيذها، في مراعاة تامة للخصوصيات الوطنية، وعلى أسس التضامن والتعاون داخل الفضاء الإقليمي وعلى الصعيد الدولي”.

إلى ذلك، دعا الملك إلى استغلال فرص التكامل المتاحة بين أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، “والاستفادة من تاريخنا، ومن تجارب التكتلات الأخرى التي بلغت درجات متقدمة من الاندماج والبناء المشترك، لتزداد قوتنا كتكتل شبه عالمي، يضم أزيد من مليار مسلم”.

واعتبر أن تكثيف التعاون جنوب-جنوب، مبني على الثقة والواقعية والمصالح المشتركة، لاسيما عبر تبادل التجارب في كافة الميادين، “من شأنه أن ينمي التبادل بين بلداننا ويرسخ التضامن بين شرائح مجتمعاتنا، وذلك من أجل الرفع من قدراتنا الإنتاجية وتقوية اقتصاداتنا، توفيرا لأسباب العيش الكريم، وتعميما للرخاء لشعوبنا”.

من جهة أخرى، أكد الملك تجند المغرب، ملكا وحكومة وشعبا، للدفاع عن القدس وفلسطين، بمختلف الوسائل السياسية والقانونية والعملية المتاحة، معتبرا القضية مصدرا آخر للقوة، معربا عن تأييده لعقد مؤتمر دولي للسلام لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، “باعتبارها خطوة أساسية في اتجاه إنهاء الوضع المأساوي والمتفجر في فلسطين، وإعادة الأمل في التوصل إلى حل سلمي، عادل وشامل، يقوم على حل الدولتين”.

وأضاف بالقول “كما نجدد دعمنا للمبادرة الفرنسية، الرامية إلى العودة بالطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات، والتي من شأنها أن تنهي الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وفق جدول زمني واضح”.

وهنأ الملك، رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية، على رئاسة بلاده لأول مرة، للقمة الإسلامية في دورتها 13، معتبرا أن هذه الرئاسة “ستحمل قيمة مضافة للعمل الإسلامي المشترك، وتعزز “الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام”، شعار هذه الدورة”.