سياسة

جون أفريك: هذه حصيلة ابن كيران الحقيقية

حزب المصباح “يعي جيدا أن “حظوظه في الفوز بانتخابات 7 أكتوبر 2016 تقوم في شق رئيسي منها “على زعيمه السياسي”، وسط أغلبية “متذبذبة”، ومع مجيء نوع خاص من المعارضة سنة 2012 حميد شباط ثم إدريس لشكر لتتعزز بإلياس العمري مؤخرا، بالإضافة إلى قرارات قيل إنها قد تأكل من شعبية الحزب ذي المرجعية الإسلامية، وسط كل هذه العناوين، حاولت مجلة “جون أفريك” تقديم ما أسمته بالحصيلة الحقيقية لابن كيران والتي لم تؤطرها أساسا بلغة الأرقام والمعطيات كما يجيدها وزيره في الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي.

انتخابات 7 أكتوبر

6 أشهر تفصل المغاربة على الانتخابات التشريعية الثانية بعد الدستور الجديد التي ستسمح للفائز بها قيادة حكومة جديدة، انتخابات يحضر لها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران رفقة حزبه، وذلك عبر عقد مؤتمر “استثنائي” الصيف المقبل، سيمدد من خلاله سنة أخرى للأمين العام الحالي. “فالحزب يعلم جيدا أن حظوظه بالفوز في الاستحقاقات المقبلة تتأسس بالدرجة الأولى على زعيمه السياسي”. وذلك حسب أسبوعية “جون أفريك”.

المجلة حاولت، في تقرير تحت عنوان “الحصيلة الحقيقية لابن كيران”، تتبع أهم ما قامت به الحكومة منذ تولي ابن كيران رئاستها، عبر رصد الملفات الكبرى التي واجهها ابن كيران.

أغلبية متذبذبة

رغم أن ابن كيران تعامل مع أغلبية هشة ومتذبذبة، إلا أنه استطاع إعادة تركيبها، مثال ذلك سنة 2013 بعد خروج حزب الاستقلال، وتحالفه مع حزب التجمع الوطني للأحرار، وفي جزء كبير من المعارضة تزامنت ولاية العدالة والتنمية مع ظهور طبقة جديدة من الزعماء، وهما الزعيمين حميد شابط وادريس لشكر المعروفين بعدائهما لابن كيران، الأول انتخب على رأس حزب الاستقلال، والثاني على رأس حزب الاتحاد الاشتراكي، في سنة 2012، لينضاف إليهما إلياس العماري الذي أصبح على رأس حزب الأصالة والمعاصرة، والذي من المتوقع أن تكون المنافسة معه في الانتخابات التشريعية المقبلة مثيرة، كما ستكون الحصيلة الاقتصادية للحكومة بلا شك الموضوع الرئيسي للحملة الانتخابية.

فبخصوص موضوع إصلاح أنظمة التقاعد والذي لا يحظى بشعبية كبيرة، تقول “جون أفريك”، لا يبدو ابن كيران قريبا من الرضوخ لضغوط النقابات الأكثر تمثيلية، إذ كان في نفس الوضعية مع بداية ولايته التشريعية، عندما قرر رفع الدعم عن المحروقات، لكنه لم يتمكن من رفع الدعم عن مواد أخرى مثل غاز البوتان، والطحين والسكر، فتكلفة المعيشة أصبحت في تصاعد منذ توليه الرئاسة” تقول المجلة.

فأسعار بعض الفواكه والخضر ارتفعت بسبب تأخر الأمطار، وكذلك أسعار الماء والكهرباء، “فهل هذه التدابير التي لا تحظى بشعبية قادرة على أن تغير “عاصفة” التعاطف مع عبد الإله ابن كيران؟، إنه أمر غير مؤكد، فحزب العدالة والتنمية نجح في الحصول على 1.5 مليون صوت خلال الانتخابات الجماعية في 4 شتنبر 2015، بالمقارنة مع سنة 2011، التي حصل فيها على مليون صوت فقط، وهو الاتجاه الذي يشير إلى أن البيجيدي يسير نحو الحفاظ على حظوظه بالفوز بانتخابات رئاسية لولاية ثانية في أكتوبر المقبل” حسب المجلة ذاتها.

البيجيدي استوعب ميزان القوى

أشارت أسبوعية “جون أفريك”، إلى أن حصيلة ابن كيران الحكومية مختلطة نوعا ما، لكنها حصيلة لا يحسد عليها، وهو شخصية سياسية، “تتمتع بشعبية هائلة، ونجح في الحفاظ على قوته ليدل على براغماتية كبيرة في التنقل داخل بيئة وطنية وجهوية مضطربة” يقول أحد المحللين السياسيين للمجلة.

وأضاف المتحدث ذاته، أنه “كلما مر الوقت كلما أظهر حزب العدالة والتنمية، بأنه حزب استوعب ميزان القوى، من خلال الصلاحيات المعطاة عبر صناديق الاقتراع وشرعية النظام الملكي”. فالعدالة والتنمية استوعب “أنه من الأفضل عدم الممارسة الكاملة للقوة والبقاء بعيدا عن الشؤون الدبلوماسية والعسكرية والدينية، فالملفات الكبرى ظلت من اختصاص القصر”تقول جون أفريك.

في المناسبات التي تجمعه بالملك محمد السادس، يحاول رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، إظهار تموقعه وكذا وجهة نظره ومرونته، ومثال ذلك ما حصل مؤخرا في مدينة ورزازات في 4 فبراير 2016، حيث بحث الملك محمد السادس عن ابن كيران الذي كان مختفيا وسط الشخصيات الحاضرة في حفل إطلاق أشغال محطة نور 2 ونور 3 بورزازات، وظهر الملك وهو يبحث عن شخص ما، كما التفت جميع من برفقته، ليتبين أنه كان يبحث عن ابن كيران، “لا تتوقعوا مني أن أتجه نحو مواجهة جلالة الملك”، عبارة لا يتردد ابن كيران في تكرارها للرد على أولئك الذين يتهمونه بعدم استفادته بشكل كامل من الصلاحيات الدستورية الجديدة.

ترجمة العمق المغربي عن مجلة “جون أفريك”.