وجهة نظر

كيف يجب على الآباء التعامل مع المراهقين؟

يكبر الأطفال ويتغيرون، وسوف يتغيرون أكثر وأكثر وأكثر، وكل شهر يتغير الطفل ويتبدل ويفكر في أشياء عديدة ،ويرغب في تعلم مليون شيء ، وأمام هذا الوضع يتوجب على الآباء أن يتقبلوا فكرة التغيير حتى يستطيعون التعامل معها ،ويصبحون آباء رائعين لمراهق رائع.

ربما يرى الآباء طفلهم صغيرا مهما كبر ،والحقيقة ليست كذلك، لأن المراهق على الأخص يرى ويدرك انه كبير بما يكفي ليتحمل مسؤولية نفسه في كثير من الأمور وهذا راجع إلى التغير الفيزيولوجي والعقلي والنفسي للطفل لأن مرحلة المراهقة تعتبر فترة صعبة بالنسبة للطفل لأنها تعبر عن انتقال من مرحلة إلى أخرى.

إذن فما الذي يخلق الصراع بين الآباء و المراهقين؟.

-إما أن تكون الحدود والقواعد ظالمة، أو أن تكون غير واضحةً، يجب أن يكون الآباء صرحاء وواضحين عندما يضعون القواعد، بحيث لا تسمح بحدوث سوء فهم، لان المراهق ذكي جدا في إيجاد منافذ في تلك القواعد. وعليه ، يتوجب على الآباء أن يكونوا أذكياء، وان يسمحوا للابن بتحمل المسؤولية ،وان يسألوه عنها، من ناحية سوف يقدر لهم ثقتهم فيه ،ومن ناحية أخرى سوف يتعلم كيف يتحمل المسؤولية ؛كما يجب معاملته باحترام وان لا يسبوه أو ينفعلوا عليه أو يقللوا من شأنه أمام الآخرين.

-ليس الآباء وحدهم من يربي ويؤثر في الابن ،هناك الأصدقاء ،المدرسة ،الشارع ،التلفزيون ،الانترنت وفي هذا الصدد لا نقول لكم أحبسوه، أو امنعوه من كل هذا، على العكس ،تقبلوا هده الحقيقة وتعاملوا معها ؛فحمايته هي أن تكونوا منفتحين على كل ما يتأثر به ابنكم ،وإذا كُنتُم ترفضون شيء ،عليكم التعامل بحذر و ذكاء ؛فمنعه عن القيام بشيء ليس حلا وإنما الليونة والمرونة هي أنجع طريقة.
-الصداقة مهمة في مرحلة المراهقة ،ذلك لان المراهق يهمه جدا أن يكون مقبولا من أصدقائه ،وبالتالي يتأثر بهم حتى ينال إعجابهم ؛ربوا ابنكم على الاستقلالية والثقة بالنفس حتى يكون واعيا عندما يتعامل مع أصدقائه ،ويستطيع أن يقول بسهولة”لا” وحتى يقتصر الأمر على صداقة جيدة تثري وقته وعقله ولا تغير فيه للأسوأ.

واعلموا أن الثقة قد تختلف درجتها من ابن لآخر، حسب ما يرى الآباء من اندفاع وتهور من ابن أو تعقل وحرص من آخر ،ولكن ابدؤوا بالثقة أولا واحرصوا على أن يصلهم أنكم تثقون بهم ،فعندما يصلهم هذا الإحساس ،يعملون جاهدين ليكونوا عند حسن ظنكم.
وبالتالي عندما تكون العلاقة بين الأبناء المراهقين والآباء جيدة، يسهل الحديث معهم عن التدخين،أو المخدرات ،أو البلوغ ؛تذكروا أن تستخدموا مهارات التواصل من هدوء في الحديث والصراحة.

-هل يتذكر الآباء عندما كانوا في سن المراهقة ،يغلقون على أنفسهم الباب يستمعون للموسيقى ويتكلمون في الهاتف مع الأصدقاء؟سيفعل الأبناء ذلك أيضا فتقبلوا ذلك بصدر رحب، واحترموا خصوصيتهم.