منوعات

بطلة رياضية تتنكر في زي صبي خوفا من “طالبان” (صور)

اضطرت البطلة الرياضية الباكستانية، ماريا تورباكاي، المصنفة عالميًا كبطلة اسكواش، لحرق كل فساتينها وقص شعرها، منذ أن كان عمرها 4 سنوات فقط، لتعيش كصبي في بلدها، من أجل ممارسة الرياضة والتجول بحرية، بعيدًا عن بطش حركة طالبان.

وكشفت صحيفة “ميرور” البريطانية النقاب عن القصة المثيرة للفتاة، والتي تؤكد الحياة العصيبة التي عاشتها في مسقط رأسها، وتوضح مدى التطرف والتخلف الذي تنشره ثقافة الإرهاب الأفغانية.

بدأت ماريا بقص شعرها الطويل، وقبل ذلك بلحظات أحرقت كل فساتينها في الحديقة الخلفية، لترتدي ملابس أخيها وتتجنب المصير المحتوم لكل الفتيات في بلدها بجنوب وزيرستان، شمال غرب باكستان، وهي معقل حركة طالبان.

هربت ماريا من العيش كامرأة في البلد الذي تعيش فيه النساء والفتيات كمواطنات من الدرجة الثانية، لدرجة أنهن نادرًا ما يخرجن من المنزل.

عندئذ قررت ماريا أن تصبح بطلة رياضية وطنية؛ ما حققته بالعيش في زي صبي.

وعلى مدار 10 سنوات كاملة من حياتها، من سن أربع سنوات حتى 14 سنة، تنكرت ماريا في زي صبي؛ ما أتاح لها لعب الرياضة؛ الممنوعة -أصلا- على فتيات قبائل البشتون.

والآن، وهي في عمر 25 عامًا، أصبحت ماريا لاعبة اسكواش مصنفة عالمياً.

وتقول ماريا “العيش كفتاة والوصول إلى هذا المستوى في الرياضة شيء مستحيل تمامًا في بلادها، ورغم ذلك حدث المستحيل”.

وأضافت “البنات مثلي لا يسمح لهن حتى بالذهاب إلى المدرسة، لقد واجهت تهديدات بالقتل والاعتداء ولكني لم أرضخ قط”.

قصة نجاح ماريا الاستثنائية، يعود الفضل فيها لوالدها، والذي بدلاً من معاقبتها في ذلك اليوم الذي حرقت فيه فساتينها، تبناها من جديد، وأعاد تسميتها بـ”جنكيز خان” على اسم المحارب المنغولي الأشهر وقائد التتار.

لأب، شمس القيوم، كان واحداً من عدد قليل من زعماء القبائل الذين آمنوا بالمساواة في الحقوق بين الرجال والنساء، ولكن وجهة النظر هذه لم تكن تحظى بشعبية، ولذلك قرر إتاحة الفرصة لابنته.

اضطرت العائلة للتنقل باستمرار؛ ما ساعد ماريا على إخفاء نفسها، كما أنها كانت قوية مثل أي صبي منذ سن مبكرة، إذ إنها اشتهرت بصفتها مقاتلة.

ولا تزال لديها ندبة أسفرت عن 13 غرزة، إثر شجار مع أصدقائها الصبية.