مجتمع

هيئات مشاركة في مؤتمر “الكيف” تتبرأ من مطالبة الملك بتقنين زراعته

أعلنت هيئات مشاركة في الندوة الدولية حول الكيف والمخدرات بطنجة، رفضها للتوصية التي خرج بها المؤتمر برفع ملتمس إلى الملك يتضمن مطلب تقنين زراعة الكيف، سواء للاستعمالات الطبية أوالصناعية، معتبرين الأمر “لا يعبر عن إرادة أبناء بلاد الكيف المشاركين ولا يعكس مطالب المزارعين الصغار الفقراء”.

وأبدت خمس هيئات مكون من جمعيات وكنفدراليات وشبكات جمعوية، في بيان توضيحي لها توصلت جريدة “العمق المغربي” بنسخة منه، (أبدت) تحفظها من بعض النقط المدرجة في “نداء طنجة” الصادر عن المؤتمر، لافتة إلى عدم إشراك الهيئات المدنية والباحثين والأكادميين المشاركين المنتمين لـ”بلاد الكيف” في صياغة الندوة.

ورفض البيان، التوصيات التي تضمنها “نداء طنجة”، حول عدم تجريم الزراعة النظامية، وتكليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، للقيام بدراسة لآفاق تحديد سياسة عمومية بديلة في مجال المخدرات، مؤكدا الرفض المطلق للهيئات الموقعة لمطلب تقنين زراعة الكيف في صيغته المقدمة للبرلمان.

ووقعت البيان التوضيحي، كل من جمعية “أمازيغ صنهاجة الريف”، كنفدرالية جمعيات صنهاجة الريف للتنمية، كنفدرالية جمعيات غمارة للتنمية، شبكة جمعيات بني بوفراح، جمعية شباب صنهاجة الساحل للتنمية والثقافة، إضافة إلى أستاذ التعليم العالي بجامعة القنيطرة محمد بودواح.

وكان “نداء طنجة” الصادر عن الندوة الدولية حول الكيف والمخدرات، قد أوصى بـ”تعديل الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 1.73.282 بتاريخ 28 ربيع الثاني 1394 (21 مايو 1974)، المتعلق بزجر الإدمان على المخدرات السامة ووقاية المدمنين على هذه المخدرات، وذلك من أجل نزع الطابع الجرمي عن استهلاك المخدرات وتعويض العقوبات السالبة بتدابير علاجية قائمة على احترام حقوق وكرامة الأشخاص المتعاطين”.

كما أوصى بـ”تعديل الظهير الشريف ل 1974 المشار إليه أيضا من أجل عدم تجريم الزراعة النظامية والمراقبة للقنب الهندي كجزء من سيناريو تقنين وضبط الدولة لزراعته قصد الاستعمالات الطبية والصناعية”.

إلى ذلك، اعتبرت الهيئات الرافضة للتوصيات المذكورة، أن نبتة الكيف جزء من الثقافة الأصلية لقبائل صنهاجة وغمارة المتواجدة بشمال المغرب، “والتي تعتبر أقليات إثنية مهددة بالاندثار وفق تقرير اليونسكو لسنة 2009″، حسب البيان ذاته.

وشدد البيان، على رفض الهيئات الخمس لما سمته “البذور الهجينة للقنب الهندي الدخيلة على بلاد الكيف، لما لها من آثار سلبية على المنطقة، وتشبثنا بزريعة الكيف الأصيلة ذات الأصل المغربي”، داعية إلى إنشاء “وكالة تنمية بلاد الكيف” وبنهج مقاربة تنموية تجعل من الفلاح البسيط المستفيد الأول والأخير.

يُشار إلى الندوة الدولية حول الكيف والمخدرات بطنجة، نظمت من طرف ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، بشراكة مع جمعية محاربة السيدا، وكونفدرالية جمعيات صنهاجة الريف للتنمية، وذلك يومي 18 و19 مارس المنصرم.

وكان “الائتلاف المغربي من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للكيف”، قد دعا إلى عدم إقحام اسم الملك في النقاش حول السياسة الوطنية في مجال المخدرات، معبرا عن تفاجئه مما سماه “حشد المنظمين لعدد كبير من الخبراء وهيئات المجتمع المدني لمنح شرعية لوثائق تم إعدادها بصيغتها النهائية قبل انطلاق الندوة”، حسب بيان الائتلاف.