خارج الحدود

الجزائر تهدد المغرب وتعلن استمرار دعمها للبوليساريو

عادت الجزائر للتحرك في اتجاه التصعيد ضد المغرب من جديد، في أعقاب تداعيات تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأخيرة، معلنة أنها لن تتخلى عن البوليساريو، كما برأتها من شبهة الإرهاب.

وشددت الجزائر أنها مازالت قوة لا يمكن تجاوزها في المعادلة الأمنية بالمنطقة، وذلك خلال اجتماع قيادات رفيعة المستوى عقد أمس في الجزائر بحضور مسؤولين كبار في البوليساريو.

وأوردت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، في قصاصة لها، اليوم، نقلا عن بيان للوزارة الجزائرية الأولى، أن اجتماعا ضم كبار المسؤولين الجزائريين، مدنيين وعسكريين، تم عقده أمس، الأحد، لنقاش ما وصفه “المسائل الدبلوماسية والأمنية والإنسانية ذات الاهتمام المشترك”.

ونادرا ما تعلن السلطات الجزائرية عن اجتماعاتها مع مسؤولي البوليساريو.

وذكر أن الاجتماع، في حد ذاته، بصرف النظر عما نوقش فيه من مواضيع، “حمل رسائل تحذير سياسية للمغرب، الذي يمارس التصعيد منذ زيارة أمين عام الأمم المتحدة إلى مخيمات تندوف، الشهر الجاري”.

وأضاف، بأن الاجتماع “رفيع المستوى”، ضم الوزير الأول الجزائري، ورئيس وزراء الجمهورية الوهمية، يأتي في إطار ما وصفه البيان “المشاورات الجزائرية الصحراوية”، مشيرا إلى حضور وزير الدولة ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمضان لعمامرة، ونائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الفريق أحمد فايد صالح، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل.

وأوضح البيان بأن أعضاء من الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية، حضروا الاجتماع، من دون ذكر أسمائهم ومناصبهم.

وفيما رجحت وكالة الأنباء الجزائرية أن يكون الاجتماع بحث تهديدات الإرهاب وظاهرة التهريب بالحدود الجزائرية المغربية، مشيرة إلى أن هاتين القضيتين تضعهما الجزائر، “كشرط لفتح الحدود المغلقة منذ قرابة 22 سنة، بمعنى، مطلوب من المغرب أن يتعاون بجدية في الملفين قبل أي حديث عن العودة إلى وضعية ما قبل صيف 1994”.

وأضافت، بأنه لا يمكن فصل الملف الأمني، الذي تمت مناقشته في الاجتماع، عن الاتهامات المغربية بتورط عناصر من البوليساريو في الإرهاب”، معتبرة في هذا السياق، أن اجتماع أمس هو بمثابة “رسالة مزدوجة من الجزائر إلى المغرب، معناها أن شبهة الإرهاب بعيدة عن البوليساريو، وأن الجزائر تظل قوة لا يمكن تجاوزها في المعادلة الأمنية بالمنطقة”.

وفي تدخل سافر للشأن الداخلي المغربي، وباسم الملف الإنساني، أشارت إلى ما أسمته “تحذيرات أطلقتها عائلات صحراويين معتقلين في السجون المغربية، المعروفة بمجموعة أكديم إزيك، التي أعلنت عن تنظيم احتجاج اليوم الإثنين في الرباط”، معتبرة بأن اجتماع أمس، “رسالة أخرى من الجزائر إلى المغرب، تعني أن الشق الإنساني في أزمة الصحراء يعد من أولوياتها”.

وعلى الرغم من أن البيان لم يخض في تفاصيل أكثر حول ما جرى خلال هذا الاجتماع، إلا أن حضور تهديدات الطرفين، الجزائري والانفصالي للمغرب، كانت بادية من لغة البيان، الذي ذكر أيضا، أن المشاورات همت “المسائل الدبلوماسية والأمنية والإنسانية”، فيما ألمحت قصاصة وكالة الأنباء الجزائرية، إلى أنه من عناوين المواضيع المثارة، الأزمة الدبلوماسية بين الرباط والأمم المتحدة، بعد رد الفعل المغربي الرسمي والشعبي المستنكر لها لتصريحات بان كي مون، بداية مارس الجاري، التي أورد فيها بأن الوضع في الصحراء، هو “احتلال”، في سابقة لأمين عام أممي يعبر عن انحيازه الصريح لطرف في الصراع، في إخلال تام بالحيادية المفروض توفرها في مسؤول أممي.