وجهة نظر

الهوليگانيزم الوطني

العنف عندنا عام وشامل وما حدث منذ أيام في مركب محمد الخامس وقبله في ملاعب أخرى من عنف لا يختلف في شيئ عن العنف الذي عرفته بعض جامعاتنا كمراكش وآگدير وفاس بين فصائل طلابية وأدى إلى وقوع قتلى وجرحى وتخريب ممتلكات الخ ..

العنف أصبح عندنا ظاهرة إجتماعية . وما يجري في الملاعب الرياضية ونسميه بالهوليگانيزم ما هو في اعتقادي سوى أحد التمظهرات العديدة لظاهرة العنف في مجتمع ينهج مسار التدمير الذاتي.

وعندما نحاكم جمهور هذا الفريق الرياضي أو ذاك لأنه مارس الشغب والعنف في الملعب فإننا نكون كمن يكتفي بتخفيض درجة الحرارة عند مريض بالسل وننسى السبب أي، السل الذي يبقى ينخر جسم المريض. ولنا أن نتساءل:

– أليس حرمان فئات واسعة من الشعب المغربي من شروط العيش الكريم وتركهم عرضة للهشاشة والفقر المذقع عنفا ؟

– أليس التدمير الممنهج للتعليم العمومي الذي يرتاده الفقراء ويشكل بالنسبة إليهم مرقاة في السلم الاجتماعي عنفا ؟

– أليس حرمان فئات واسعة من التطبيب وتركها عرضة للأمراض الفتاكة عنفا ؟

– أليس منع أطفال الفقراء من فسحات للعب والترفيه عنفا ؟ –

– أليس ما يجري في السجون التي يرتادها سنويا ما يفوق مائة ألف نزيل عنفا وتربية على العنف خصوصا عند الأحداث ؟

– أليس ما يحدث بين السياسيين من صراعات وملاسنات تنشئة على العنف ؟ – أليس ما يحدث داخل قبة البرلمان بين نواب الأمة تنشئة على العنف؟

– أليس ما يحدث أثناء الحملات الانتخابية تبيئة للعنف واستئناسا به وتربية عليه؟

– أليس الاستعمال المفرط للقوة عند تفريق المحتجين والمتظاهرين عنفا غير مبرر ؟

العنف في الملاعب مدان ومرفوض لكنه بالنسبة إلي الحلقة النهائية لتنشئة على العنف: عنف في الأسرة ، عنف في الشارع، عنف في المدرسة ، عنف في الجامعات، عنف ضد المتضاهرين السلميين ، عنف بين السياسيين، عنف داخل البرلمان. نعم تختلف درجات هذا العنف من عنف جسدي إلى عنف لفظي وبينهما أشكال وأنواع من العنف. ولكن في المحصلة العنف يبقى هو العنف.