سياسة

هل تساند روسيا المغرب في قضية وحدته الترابية؟

تحليل إخباري

تأتي الزيارة الرسمية التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى روسيا، منذ يوم أمس الأحد، -ورغم أنها كانت مبرمجة منذ مدة وتم تأجيلها لعدة مرات-، في سياق المستجدات التي تشهدها المنطقة، بعد التصريحات المثيرة للأمين العام الأممي حول المغرب.

كما تأتي الزيارة أيضا، وفي سياق نفس الحدث، مع الدعوات التي أطلقها خبراء مغاربة، ومختصون في قضايا المنطقة المغاربية، بضرورة توجه المغرب نحو روسيا والصين، بعدما أبان الغرب عن ما يشبه “عدم الوفاء” للمغرب، بعدما ساد الاعتقاد لسنين عديدة، بأنه مع المغرب في قضيته الوطنية ووحدته الترابية.

إلى ذلك، تتزامن زيارة الملك إلى روسيا، والضغوط التي باتت تمارس على المغرب، خصوصا من “حلفائه” الغربيين، ومنها تلك الممارسة من قبل الاتحاد الأوروبي، لذا، فهم يعتقدون بأن روسيا، قد تكون داعما وازنا للمغرب في قضيته الوطنية، وهذه هي الأسباب.

ويرجح هؤلاء الخبراء، بأن روسيا قد تكون بلدا “متفهما” فعالا للموقف المغربي، على عكس الدول الغربية، باستثناء فرنسا، ويربطون بين “استراتيجية السياسة الروسية في هذا السياق، التي قد تكون “خادمة” للموقف المغربي، حتى من دون أن “يظفر” المغرب بموقف روسي واضح يخص الاعتراف بمغربية الصحراء.

وتتأسس إستراتيجية السياسة الدولية لروسيا التي اعتمدتها منذ مدة، في ظل التحولات العالمية، على سياسة الحفاظ على “الخرائط السياسية”، تفاديا لوقوع اضطرابات دولية، وهي سياسة تبدو أنها ناجعة.

ويذكر مراقبون، بأن روسيا كانت من الدول القليلة، إلى جانب فرنسا، التي ساعدت المغرب، على تجاوز مشروع المسودة المشتركة، البريطانية-الأمريكية، في عام 2013، المتعلقة بإسناد مهمة مراقبة حقوق الإنسان إلى “قوات المينورسو” المتواجدة في الصحراء.

ومنذ أمد بعيد، تربط المغرب وروسيا عدة اتفاقيات مؤطرة للعلاقات بين البلدين، كما أضيفت إليها اتفاقيات جديدة مؤخرا. ومن المرتقب من زيارة الملك محمد السادس، أن تضع النقط على الحروف، تضبط المصالح المشتركة بين البلدين.

وكان بلاغ لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، قد أفاد عن زيارة رسمية يقوم بها الملك محمد السادس إلى روسيا الاتحادية، “في إطار تعزيز الشراكة الإستراتيجية التي تجمع المملكة المغربية بروسيا الاتحادية”، موضحا بأن الملك سيجري محادثات رسمية مع الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، “كما سيترأس قائدا البلدين حفل توقيع مجموعة من الاتفاقيات الثنائية”، ويلتقي مع عدد من كبار من كبار المسؤولين الروس.