مغاربة العالم

لو كنت على تراب الوطن، لما ترددت في المشاركة

مع المسيرة

عندما يواجه الوطن خطرا سياسيا أو ماديا داهما، يصبح الحرص على التميز عن باقي مكوناته، ترفا فكريا في أحسن الأحوال.
الاختلاف حول تدبير ملف الصحراء المغربية، هو اختلاف طبيعي، ولا غبار على شرعيته، غير أنه لا يعني، ولا ينبغي حتى، أن يوحي بالاختلاف حول الوطن.

مسيرة احتجاج لمواجهة مواقف بان كي مون المدعومة جزائريا أو التي تترجم إلى هذا الحد أو ذاك مواقف عدائية من المغرب أساسا، وليس من الصحراء فقط، هي مسيرة رمزية تتوخى التأكيد على إن المغرب يحتفظ دوما بما يمثل ثابتا من ثوابت تاريخه المديد، وهو عدم التفريط في الوطن تحت أي ظرف كان. ومن هذه الزاوية، فإن النزول إلى الشارع تعبيرا عن هذا الموقف لا يخلو من أهمية ليس من خلال رسائله إلى الخارج فحسب، وإنما أيضا إلى بعض من الداخل الذين يشعرون بانتشاء مرضي كلما عرفت قضايا المغرب الكبرى انتكاسة هنا أو هناك. ليس مهما بالنسبة لي الاختلافات داخل المطبخ الوطني المغربي، على اتساع دوائرها ومساحاتها عندما ينبغي توجيه رسالة محددة الى الخارج خاصة إذا لم يخف قط عداءه لقضايا المغرب كما هو حال القيادة الجزائرية.

وعليه، فإنني لو كنت على تراب الوطن، لما ترددت لحظة في المشاركة في مسيرة المغرب هذه، دون اكتراث لأي نقد من هنا او هناك بدعاوى عدم السقوط في الشوفينية أو غيرها لأن الحقيقة تقول: ان التفريط أو الإيحاء بإمكانية التفريط في الصحراء يعني تقديم رسائل إلى الخصوم مفادها أن المغرب قابل بان يفرض عليه الأمر الواقع الذي خطط له أعداؤه الاستعماريون ومن خلفوهم في تنفيذ المهمة رغم تباين العناوين والشعارات. وهذا أمر مرفوض وطنيا وسياسيا وأخلاقيا.