وجهة نظر

أكرموا المرأة المغربية بصدقكم لا بورود بروتوكولية

من يذكرهن أو يسمع صرخاتهن ؟؟ … امرأة تشتغل في المعامل من أجل لقمة خبز تبللها بكأس ماء بارد … تلك التي تحمل الحطب كل يوم في أعالي الجبال و قد تقوس ظهرها وتورمت قدماها … من أجل تلك المرأة التي أتقنت دورها في البيت كأم … و سعت لنهضة المجتمع كفاعلة … و تدرجت في منابر العلم كمثقفة … و تكحلت و تزينت لزوجها مطبقة قوله صلى الله عليه و سلم هو جنتك و نارك … من أجل تلك التي تنقذ الأرواح الآدمية و تولد على أيديها الطفولة … لم تدرس قط … لكن القدر في المغرب العميق … جعلها تتقن فن التوليد بدل أن تنتظر الحبلى سيارة الإسعاف التي قد تصل أو لا تصل … و حتى إن وصلت … فهل سترى النور … أم أنها ستنتظر الموت الزؤام ؟ … من أجلهن يجب أن نكرمهن بصدقنا و بحبنا الا مشروط …

أما تلك الوردة البروتوكولية الجافة لا تعبر عن صدقنا مع المرأة … فكأنما أصبحنا نمارس طقوسا من أجل الطقوس و من أجل أن يقال عنا ديمقراطيون و حداثيون ينصفون المرأة .. مامعنى أن نهديها وردة في يوم … و نعنفها في باقي الأيام … ؟

وعندما يحل 8 مارس ، يتدافعون لإمتطاء جواد البطولة ، منتشلين الفكرة الشيوعية من معقلها … حين خرجت النساء العاملات في روسيا إلى الساحة … و انتفضت الأخريات في أمريكا … من أجل الكرامة و الحرية … يتدافعون و فيهم التجار و الإداريون و أصحاب المطاعم و السياسيون ووو… ينقضون على الفرصة … ليبيعوا الشوكولاطة الفاخرة … والورود الحمراء … و علب الحلوى … سياسة ربحية لا أكثر … وبعدها تسمع بفلان طلق فلانة … و آخر ضرب أخرى … و مريض مكبوت تحرش بانسانة أو بآدمية… تنفث السم … و تستفز الذكور … وهكذا ….

صحيح أن المرأة عاطفية تحب الورود … خصوصا تلك الورود الحمراء … لكنها تحب أن تكون صادقة وليست منمقة … و تتبلور على أرض الواقع … لكن لها عقل لا يقبل الركوب على مشاعرها و تدجينها و إسكاتها بوردة … هي إذن مغربية أصيلة أبا عن جد …

المرأة المغربية حورية ، زعزعت قرارات الأباطرة و القياصرة ، فأذابت جبال قسوتهم وكان لها فضل في صياغة نواميسهم وشرائعهم …

المرأة المغربية تاريخ يمشي بيننا، منمنم بنقوش السمو والرفعة ، صنعته بجدارة حين أنجبت ، ربت ، تعلمت وعلمت جيلا بعد جيل، ودافعت عن تخوم العالم الإسلامي من الشمال إلى الجنوب…

المرأة المغربية كانت ولا زالت ، ينبوع العطاء ، زمردة ، سيمائها الآلاء والمهابة ، همتها ، متقدة ، وهاجة ، ترنوا للعلياء وتأبى الذل والإستكانة … والمرأة المغربية ، صاحبة الفراسة والنبوغ … ارتوى العالم من فضائلها وعبقريتها ، وثقافتها الواسعة ، فكانت البداية مع فاطمة الفهرية ، التي بنت أول جامعة إسلامية ،جامعة القرويين بفاس ، والتي يحج إليها طلاب العلم و المعرفة ، من كل فج عميق … و المرأة المغربية ، كانت دائما الأولى في حفظ القرٱن الكريم ، وحازت على جوائز وطنية ودولية .. المرأة المغربية، طردت المستعمر من البقاع المغربية، ودافعت عن الوحدة الترابية ، فكانت تمد كل العون للمقاومة ، والوطنيين الأحرار ، حتى السلاح كانت تحمله بجدارة وبراعة ، وشجاعة ، دون خوف أو ارتعاد من المستعمر الفرنسي … و المرأة المغربية ، رائدة الفضاء ، وصلت إلى القطب الجنوبي المتجمد ، ووضعت العلم المغربي فيه … و المرأة المغربية ، صاحبة الأخلاق والفضيلة ، صاحبة الكبرياء والشموخ والعزة ، وإذا ما قمنا بإحصاءات ، سنجدها في المقدمة في خدمة بيتها وزوجها وأطفالها … نعم تكنس وتطبخ وتدرس وتتفقه في دينها وتعمل وتعلم ، ولا تستسلم أو تشكوا ، لأن غايتها رضى ربها ، وصناعة نهضة وطنها ، وبناء خلف جدير بنشر الدعوة الإسلامية…
هذه هي المرأة المغربية ، فحق لكن الإفتخار يانساء المغرب المحترمات ، وطوبى لكن في الدنيا والآخرة …

فحري بنا ، أن نقف وقفة احترام وتقدير لها ، لن نقدسها بطبيعة الحال، ولكن صبرها يتجاوز المحال ، المرأة المغربية هي أمك ، وأختك ، وزوجتك، وقريبتك يا أيها المغربي الشهم صاحب العنفوان ، فبحق الإله كيف نتكالب عليها بوردة في يوم … بلا احساس و ببرودة قاتلة ؟؟؟ أ يوم واحد ويفيها ، مرارة وجع الولادة وحر ليالي السهر والرعاية ؟

المرأة المغربية كنز لا يبلى ، فحافظوا عليها ، وافتحوا أمامها الأبواب كي تبدع وتساهم في بناء وطنها ، ولا تشوشوا ذهنها بخزعبلات ، لا هي من الدين ولا هي من ثقافتنا … و لتلك النسوانيات المتحررات … و اللواتي تدافعن على الحرية الجنسية و تسعين لهدم مؤسسة الأسرة … أذكركن بقول العقلاء ( لا حرية للمرأة في أمة من الأمم ، إلا إذا شعر كل رجل في هذه الأمة بكرامة كل امرأة فيها ، بحيث لو أُهينت واحدة ثار الكل فاستقادوا لها ، كأن كرامات ِالرجال أجمعين قد أهينت في هذه الواحدة ، يومئذ تصبح المرأة حرة ، لابحريتها هي ولكن محروسة ٌ بملايين من الرجال ) ….

فلا يتم البناء إلا باشتراك المرأة و الرجل … الرجل بقوامته و المرأة بمروئتها … و المرأة وحدها لا تستطيع أن تنهض دون ساعد يعينها على النوائب … و الرجل كذلك لن يستوي بنائه دون امرأة تخفف عليه حدة التوترات الصاخبة … وسط زحمة الحياة … و الكمال لله ..

فمتى وجدتم جوهرة نفيسة … شعارها عفة و كرامة وهمة متقدة … فحافظوا عليها … في زمن قلت فيه الجواهر … ففي الأعماق توجد الجواهر … وما على الشاطئ غير الزبد ..

وإن أردتم إكرامها بالورود … فرجاء ا أكرموها بورود صادقة طيلة السنة … ورود من
المحبة والإحترام المتبادل والرفق بها لأنها قارورة سهلة الانكسار…أما الورود البروتوكولية
التي تقتصر على تخليد ذاك اليوم فقط … فلا قيمة لها …