أخبار الساعة

رحيل العلامة الحسن العبادي عن سن يناهز 80 سنة

انتقل إلى عفو الله أمس، الخميس، في أكادير، الفقيه العلامة سيدي الحسن العبادي، عن عمر يناهز 80 سنة، وذلك بعد معاناة مع المرض الذي ألم به في الآونة الأخيرة.

وقد ولد الفقيه الراحل سنة 1937 ضواحي أكادير، وتلقى تعليمه في المدارس العلمية العتيقة بسوس حيث حفظ القرآن، كما تملك علوم اللغة والشريعة. وبعد حصوله على شهادة العالمية، انتقل إلى متابعة تكوينه العلمي في دار الحديث الحسنية بالرباط، حيث كان من بين العلماء الأوائل الذين التحقوا بهذه المؤسسة الجامعية عند افتتاحها في بداية عقد الستينيات من القرن الماضي.

وحصل العلامة الراحل على دبلوم الدراسات العليا بدار الحديث الحسنية في بداية السبعينيات من القرن الماضي، حيث أنجز رسالة جامعية حول موضوع “الملك المصلح سيدي محمد بن عبد الله”.

وفي يوليوز 1994 حصل على شهادة دكتوراه الدولة من نفس المؤسسة، حيث ناقش أطروحته التي تحمل عنوان:”فقه النوازل في سوس، قضايا وأعلام من القرن التاسع إلى نهاية القرن 14 الهجري”، وهي الأطروحة التي أشرف عليها الفقيه العلامة محمد فاروق النبهان.

وشغل العلامة سيدي الحسن العبادي قيد حياته مجموعة من الوظائف حيث عمل مدرسا بمعهد محمد الخامس للتعليم الأصيل عند افتتاحه نهاية عقد الخمسينيات من القرن الماضي، كما اشتغل منذ سنة 1978 أستاذا محاضرا، ثم أستاذا للتعليم العالي بكلية الشريعة بأكادير، التي تولى فيما بعد منصب نائب لعميدها إلى أن أحيل على التقاعد الإداري.

وشغل الراحل كذلك مهام رئيس للمجلس العلمي لأكادير وتارودانت ابتداء من سنة 2001، وفي سنة 2003 أصبح عضوا بالمجلس العلمي الأعلى، الذي أسندت له فيه عضوية لجنة الفتوى، كما كان عضوا باللجنة الملكية لتعديل مدونة الأحوال الشخصية التي أصبحت بعد ذلك تسمى “مدونة الأسرة”.

وكان للعلامة الراحل إسهام كبير في إغناء الاجتهادات الخاصة بفقه النوازل، كما كان له الفضل في تأطير وتوجيه عدد كبير من الطلبة الباحثين، الذين أصبحوا فيما بعد من أبرز الأساتذة الباحثين في مختلف الجامعات المغربية.

وقامت والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، السيدة زينب العدوي، مساء أمس رفقة وفد مدني وعسكري من تقديم التعازي لأسرة الراحل، الذي ووري الثرى بعد صلاة عصر أمس.

وستنظم أسرة الفقيه الراحل مساء اليوم، الجمعة، حفلا تأبينيا، بحضور أقرانه من العلماء الأجلاء من مختلف المجالس العلمية المحلية، إلى جانب طلبته، وزملائه من الأساتذة الباحثين في مختلف المؤسسات الجامعية.