مجتمع

المؤرخ المريني: عشت طفولة مخالفة للآخرين ونسخت القرآن بيدي

قال عبد الحق المريني مؤرخ المملكة، إنه عاش طفولة كانت مخالفة لطفولة الآخرين لأنه كبر في بيت محافظ جدا، أواخر الثلاثينيات وبداية الأربعينيات، ورغم أنه كان الطفل المدلل في عائلته إلا أنه عاش نوعا من “الزيار”، لأن والده كان يريد أن يبث فيه روحا دينية أكثر مما يجب أن تكون على حد تعبيره، كما أنه نسخ القرآن الكريم بيده على مدى أربع سنوات.

وأضاف الدكتور الأديب عبد الحق المريني مساء يوم أمس الخميس 3 مارس 2016، خلال حديثه بمناسبة الاحتفاء بمساره، وذلك بمبنى “بيت الصحافة أنه كان يرغب أن يصبح جنديا في الجيش المغربي آنذاك، مؤكد أن أهم حدث جعله يهتم بالتاريخ المغربي هو حصوله على نقطة 9 من 10 في الشهادة الابتدائية بعد أن امتحن من طرف أستاذه أبو بكر القادري زعيم حزب الاستقلال بمدينة سلا في تلك الفترة.

المؤرخ المريني الذي فصل في حديث نوستالجي مسار طفولته وشبابه، تحدث أيضا عن قدرته في الفصل بين موهبته الأدبية وبين وظيفته الرسمية في القصر الملكي، معتبرا أن الإرادة القوية هي السر وراء قدرته على التأليف، مضيفا أنه استطاع إعداد أطروحة الدكتورة في موضوع “شعر الجهاد” في عشر سنوات، بدل خمس سنوات عندما كان يتنقل مع الملك الراحل الحسن الثاني بين مدن المملكة.

الحفل الذي عرف شهادات عديدة في حق الرجل، انطلق بكلمة افتتاحية لسعيد كوبريت، رئيس المكتب التنفيذي لبيت الصحافة، الذي رحب بضيوف الحفل التكريمي قبل وصلة موسيقية للفنان المغربي عبد الفتاح النكادي، واستعراض لمسار المؤرخ من خلال بورتريه صوتيّ أعدته مؤسسة بيت الصحافة لهذه المناسبة.

وفي شهادة له بهذه المناسبة، اعتبر محمد برادة المسؤول عن جمعية غوتنبرغ الألمانية_ فرع المغرب، أن الجانب الشعري في شخصية عبد الحق المريني قربه منه أكثر، خاصة وأن الوطن حاضر دائما في “شعر الجهاد” لديه، مضيفا المريني يلجأ إلى التبسيط من أجل تعميم المعرفة وجعلها في متناول الجميع، مبرزا أيضا مجموعة من الخصال التي تميزه كأديب سيبقى في ذاكرة اهتمام المغاربة.

من جانبه أشاد، عبد الإله التهاني، مدير الاتصال والعلاقات العامة بوزارة الاتصال، بالروح الوطنية التي يتميز بها المريني وبتواضعه الكبير، مضيفا أن الأخير يتضايق من عبارات الثناء والمديح ولا يقبل الحديث عن مؤلفاته إلا تحت “الإلحاح” على حد تعبيره.

التهاني الذي عدد الخصال النبيلة لصديقه المؤرخ عبد الحق المريني لم يدع فرصة شهادته في حقه دون أن يقدم له عبارات الشكر على دعمه له الدائم من أجل المواصلة في مساره الإعلامي منذ اللقاء الأول به، عندما كان يعمل بإذاعة مراكش قبل أن ينتقل إلى الرباط ويكون قريبا منه أكثر.

مدير الاتصال والعلاقات العامة بوزارة الاتصال كشف أيضا أن أمينة المريني، أخت عبد الحق المريني، وزوجة المفكر الراحل “المهدي المنجرة” ، أهدت مكتبة زوجها إلى المكتبة الوطنية في الرباط، كما فعل أخوها المؤرخ.
واعتبر رئيس اتحاد كتاب المغرب، عبد الرحيم العلام في شهادته أن المكرم من أهم من كتبوا سيرة الإخلاص والوفاء لهذا الوطن رغم انشغالاته الإدارية عن البحث والتأليف، مشيدا أيضا بالمستوى الإنساني والمعرفي الذي يتميز به الدكتور الأديب عبد الحق المريني.

شهادات عديدة حضرت في أمسية تكريم مؤرخ المملكة، من بينها أيضا شهادة الإعلامي محمد بوخراز الذي تحدث عن الحس الوطني الذي دفع الرجل أن يحلم بأن يكون جنديا في الجيش المغربي، مضيفا أن ما فعله المريني عند عودة الراحل محمد الخامس إلى أرض الوطن، عندما سافر إلى الرباط حاملا كامرته ليصور الحدث، رغبة شخصية لرجل وطني.

ونوه عمدة مدينة طنجة خلال كلمته بهذه المناسبة، بوطنية عبد الحق المريني وبحصاده الأدبي، معبرا عن سعادته بالحضور في تكريم هرم من أهرامات هذا الوطن على حد تعبيره، مضيفا أنه لم يحضر لهذه الكلمة ولم يقرأ الكثير من كتب المحتفى به كما باقي من قدموا شهادات في حقه، مختتما كلمته بالقول “إنها لا مناسبة عظيمة ستجعلني أعود لقراءة كل مؤلفات مؤرخ المملكة”.

وباسم المرأة المغربية، قررت الشاعرة المغربية وداد بنموسى أن توجه رسالة شكر في شهادتها للمريني، على اهتمامه بالمرأة خاصة بتأليفه لكتاب “دليل المرأة المغربية” الذي تحدث عن ما قدمته المرأة للوطن فجر الاستقلال، إضافة إلى الكتاب الذي ألفه عن أول طيارة في العالم العربي الراحلة “ثريا الشاوي”، وهو الكتاب الذي قضى عاما كاملا في تأليفه إلى جانب العديد من البحوث والمواضيع والحوارات المنصفة للمرأة المغربية.