أدب وفنون

الخلفي: السينما أكبر من الإديولوجيا وتقدمنا خيب آمال المراهنين على التراجع

قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، إن المجال السينمائي عرف تقدما في فترة تدبير الحكومة ذات القيادة الإسلامية على عدة مستويات، معتبرا أن ذلك التقدم خيب أمال من كانوا يراهنون على تراجع السينما في عهد حكومة عبد الإله ابن كيران، وقدم أمام جمهور حفل افتتاح الدورة 17 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة بعض المؤشرات منها استفادة 90 فيلم من دعم قدر بـ 230 مليون درهم.

الخلفي قال أمس الجمعة بطنجة إن السينما أكبر من الإيديولوجيا وأن هذه الخلاصة هي من ثمرات اشتغال الراحل مصطفى المسناوي معه، الذي قال الخلفي إنه تعرض لحملة شنعاء عندما قبل الاشتغال إلى جانب وزير من حزب سياسي لا يقاسمه بالضرورة نفس الاختيارات، غير أن الراحل يقول الخلفي تجاوز كل ذلك واشتغل دون ضجيج وخلف بصمات قوية في العديد من المشاريع والمبادرات.

الخلفي قال مخاطبا المهنيين “لما عينت وزيرا قدمت لكم عددا من الوعود وحق لكم اليوم أن تحاسبوني، فربما قد تكون هذه آخر مرة ألقي الكلمة في المهرجان الوطني لأن سنة 2017 لا ندري أي جديد ستحمل” في هذا الصدد قال إنه وبعد أربع سنوات بلغ مجموع الدعم المقدم للإنتاج السينمائي 230 مليون درهم، “البعض كان يقول إنه سيتراجع” وقدم للجنة أزيد من 300 مشروع وتم دعم حوالي 90 مشروعا، “فهو في نهاية الأمر دعم من المال العام ويوجه للمبدعين وهو حق لهم”.

المسؤول الحكومي اعتبر أن الحصيلة السينمائية بعد أربع سنوات من التدبير مشرفة، وقال “أعتقد مع هذه الحصيلة وبعد أربع سنوات من العمل ولله الحمد حافظنا في مجال السينما على الإرادة السياسية التي تتجاوز الحكومات وتتجاوز الوزراء وتتجاوز السياسات، وهو ما مكننا من الوقوف إلى جانب دعم الإبداع وحرية الإبداع والمبدعين وهذا أمر مهم للبلد”.

الخلفي استثمر الدقائق المتوفرة للدفاع عن جزء من حصيلته في مجال السينما وقال “إن أربع سنوات لم تشهد إغلاق أي قاعة سينمائية، لأنه أرسي نظام دعم القاعات واستفادت 23 قاعة من الدعم، كما انتقل عدد المهارجانات المدعمة من 42 إلى 53 مهرجانا بما فيها المهرجانات الأمازيغية”.

وضمن ما سرده الوزير من إنجازات على مسامع رئيس الجهة وعمدة مدينة طنجة ووالي الجهة ورئيس المركز السينمائي وعموم المهنيين والمبدعين ورجال الصحافة، أن أول مرسوم تقدم به للحكومة تعلق بتحويل مشروع المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما من معهد بالأداء -حوالي 50 ألف درهم في السنة- إلى معهد مجاني مفتوح في وجه كل أبناء وبنات المغاربة.

كما ذكر الوزير المشرف على قطاع الاتصال والسينما أنه تم تأمين الدعم العمومي عن طريق التنصيص عليه صراحة في قانون المالية، وتلاه بعد ذلك ثاني إصلاح لمنظومة الدعم السينمائي منذ سنة 1987 حيث كان في 2012 وأحدث لأول مرة نظام للمرافعة، لأنه في السابق يشرح الخلفي كان المبدع يضع مشروعه للحصول على الدعم ثم يأتيه الجواب في سطر أو سطرين دون أن يكون له حق اللقاء والمرافعة والدفاع عن مشروعه، “وكان هذا إجحاف واليوم تم إرساء نظام المرافعة وتم التنصيص على استقلالية اللجن حيث أصبح وزير الاتصال نفسه يطلع على نتائج اللجن عبر وكالة المغرب العربي للأنباء”.

الخلفي لم يخفي تقديره الكبير للناقد السينمائي الراحل مصطفى المسناوي وأيضا تأثره الشديد برحيله، وقال إنه عاجز حتى اللحظة عن إيجاد من يخلفه في بعض المسؤليات التي كان يتولاها، وقال في حق الراحل “إن الرجل خلف قيما، وتلك القيم هي التي تبني المستقبل، وقد دافع المسناوي رحمه الله، عن السيادة السينمائية للبلد وعن سيادة القانون وعن عدم الاعتراف بالأعمال التي هي إبداع لكنها لا تحترم القانون ودافع عن الحق في الاختلاف”.

الخلفي اختار أن يختم “خطبة الوداع” بالقول “إن مستقبلنا هو في دعم الإبداع ولا يمكن في أي حال أن نعجز عن دعم الإبداع والمبدعين”.