منوعات

إلى السيد رئيس الحكومة: هذه مطالب سكان البادية

بما أن رئيس الحكومة أراد أن يُنصف أهل البوادي لأنهم “لا يقومون بالمسيرات، ولا يخوضون الاضرابات عن الطعام”، فإنّي أغتنمها مناسبة لكي أنقل بعض مطالب المواطنين المغاربة الذي يعيشون في القرى. إذ يجب على رئيس الحكومة أن يعرف أن “تعليف 5 بقرات الذي ستمنحه الدولة للفلاحين” يعد أمرا إيجابيا ويستحق التنويه، لكن هذا الحل الظرفي المرتبط بانحباس المطر ليس كافيا لجبر خواطر أهلنا في البادية، إنما يحتاجون أمورا هيكلية أعمق، وهذه بعضها:

أولا: يحتاجون مدارس إعدادية وثانوية (وحتى الابتدائية والروض) يدرّسون فيها أولادهم، من أجل رفع معاناة البعد والتكاليف. كما هم في أمس الحاجة إلى داخليات ومطاعم تدعم الآباء في تغذية الأبناء، وإلى منح مُجزية تعوضهم عن بُعد الجامعات، كما يطلبون إيجاد سكن لائق لنساء ورجال التعليم، وتحفيزهم ماليا حتى يرغبوا في الاستقرار في أماكن عملهم ويتفرّغوا للعمل بدل تنقلهم صباح مساء إلى المدن.

ثانيا: يحتاجون مستشفيات يعالجون فيها أنفسهم، تعفيهم من معاناة التنقل إلى المدن البعيدة، ومعاناة سوء المعاملة، ومأساة قلة ذات اليد، يحتاجون سيارات إسعاف مجهزة تحد من موت الناس في طريقهم إلى المستشفيات البعيدة، إلى “إلكوبتيرات” تنقل الحوامل والمرضى من الجبال، كما يهمهم أن يجد نساء ورجال الصحة سكنا لائقا، ويتم تحفيزهم ماليا حتى يرغبوا في الاستقرار في أماكن عملهم ويتفرّغوا للعمل بدل تنقلهم صباح مساء إلى المدن.

ثالثا: يحتاجون دعما ماليا دائما وليس ظرفيا، لأنهم يتحملون مخاطر إنتاج غالبية ما يحتاجه المغاربة من خضروات وألبان ولحوم وفواكه. يطلبون من الدولة أن تحميهم عندما تكسد فلاحتهم أو تهبط أسعار إنتاجهم.

رابعا: يحتاجون أيضا إلى وسائل الراحة والترفيه والتثقيف: دُور شباب، مؤسسات ثقافية، تعميم الماء والكهرباء (لازالت جل القرى تشرب ماء غيرَ معالجٍ)، الواد الحار، شاحنات جمع الأزبال (هل تساءل رئيس الحكومة عن أين تذهب أزبال القرية من زجاج وبلاستيك، ومخلفات معدنية….؟)

خامسا: يحتاجون إلى طرق تفك عزلتهم، إلى وسائل النقل تعفيهم من “الخطافة” وحافلات “آخر زمن”، إلى حطب التدفئة، إلى الاستفادة من عائدات المعادن التي تخرج من محيطهم.

هذه بعض حقوق أهل القرية التي هم محرومون منها، وهذه بعض احتياجاتهم التي تكفلها لهم مواطنتهم، ولقاء ما يقدمون من خدمات ويدفعون من ضرائب.

مسألة أخرى: أخشى أن 5 ملايير درهم التي قال عنها السيد ابن كيران أنها ستخصص لدعم الفلاحين، ستذهب إلى جيوب من لا يستحقها، وستيسمّن عجول من أكلت عجولهم من الريع حدّ التخمة. وسبب الخشية هو ما يحدث بخصوص الدعم الذي تمنحه الحكومة لتجهيز الأراضي بأجهزة السقي عبر التنقيط، وما حدث بخوص توزيع أراضي صوديا وصوجيطا.