سياسة

المرزوقي: المغرب أبان عن ذكاء سياسي في تعامله مع الاحتجاجات

عائشة منافح (صحافية متدربة)

قال الفيسلوف التونسي أبو يعرب المرزوقي، إن الحراك المغربي أبان عن تميز التجربة المغربية، ذلك “أن النظام المغربي جعل شعارات الحراك تتحقق بقدر ما دون أن يكون هناك عنف، وأن النظام المغربي تعامل مع مطالب المحتجين بذكاء وحكمة سياسيين” يقول المرزوقي.

وأضاف المتحدث ذاته، في محاضرة ألقاها بالمعهد العلمي بالرباط مساء أمس الاثنين، تحت عنوان “الدلالات الفلسفية لوضع الثورة الراهن”، أن “المغاربة ربما سيحققون شيئا فشيئا حقوقهم التي ستزداد أكثر وأكثر، مقارنة مع الشباب التونسي الذي لم يصل الى شيء وأصيب بالإحباط” حسب تعبيره.

واعتبر المرزوقي في اللقاء ذاته، أن “ما حدث في تونس كان ثورة بشعارات غير واعية “ثورة روحية” واجهتها الثورة المضادة فأصبحت إقليمية ثم تعثرت فأصبحت دولية” يقول المتحدث ذاته.

المحاضر الذي انخرط في العمل السياسي بتونس بعد الثورة واستقال فيما بعد، أوضح أن شباب الثورة أدرك الثورة خلقيا من خلال الإرادة، ولم يكن مدركا لشروطها التاريخية المادية والرمزية التي تجعل هذه الشروط حاضرة في وعي الشباب الذي ثار تحقيق المطالب التي رفعها أثناء الثورة.

وأردف المتحدث ذاته، أن الشباب التونسي، “واجهته المصاعب المتمثلة في أن امكانات تونس المادية لا يمكن أن تحقق الحرية والكرامة ولا تحقق التنمية الاقتصادية والتنمية العلمية، مضيفا “أن حجم الدولة حال دون تحقيق الثورة، فالاستعمار خلق حدودا بين الدول وخلق الفتن بين دول المغرب العربي وجعلها عاجزة عن التمتع بسيادتها وكانت غايته منع أي تنمية اقتصادية أو تنمية علمية”.

واستطرد المرزوقي قائلا، “إن الدولة الوطنية الناتجة عن الانحطاط والاستعمار كانت تبحث عن شرعية خاصة ترفض الشرعية التاريخية والمرجعية المشتركة بين الدول العربية، وبالتالي ألغى الاستعمار التاريخ والجغرافيا المشتركيين حال دون تحقيق تنمية ثقافية وتراثية”.

ومن جهة أخرى، اعتبر المرزوقي، أن الثورة المضادة “حرب على الإسلام بدعوى أن هذا الأخير أنتج الإرهاب، لكن الإرهاب ما هو إلا أداة استعمارية وليست أداة مقاومة، وهو ما ولد أي “الثورة المضادة” رد فعلي شعبي عفوي غير استراتيجي”.

وأشار المرزوقي، إلى أن “ما يهدد الحضارة العربية الإسلامية، هو الخطر الإيراني كمشروع يعيق بناء الأمة من الداخل، ومن جهة أخرى مشروع امبراطورية يهودية ممثلة في إسرائيل، التي هي بمثابة أداة خارجية، في محاولة لضرب الأمة في وجودها ومنعها من استعادة منزلتها التاريخية”.