وجهة نظر

المرأة التي تستفزهم

غريب .. عجيب… مستفز .. رد فعل بعض المغاربة على إعلانات في واجهتها شابة ترتدي غطاء رأس… يعتبرون في الأمر “أخونة” و”أدلجة” و”مس” بالصورة التي اعتادوا رؤيتها في الإعلانات والاشهارات وحتى الملصقات الدعائية.

قالوها عندما ظهرت مذيعة في القناة الثانية وهي تضع غطاء على الرأس.. قالوها عندما تضمنت إعلانات عن برنامج لوحتي الموجه للطلبة، صورة شبان وشابات بينهم من ترتدي غطاء الرأس .. وكرروها عندما وضع الأساتذة المتدربين في احتجاجهم على مرسومي بلمختار ملصقا فيه رسما لفتاة غير واضحة الملامح تغطي شعرها.

لماذا تستفزهم هذه الصور رغم أنهم وهم في طريقهم إلى العمل أو إلى السوق وهم وسط عائلاتهم وأقاربهم يشاهدون مجتمعا منفتحا متنوعا تتعايش فيه صاحبة الجلباب والتنورة والسراول، وتحت سقف واحد تعيش الأم بغطاء رأس والابنة بدونه والأختين إحداهما تغطي شعرها والأخرى لا..

هل يريدون جر المجتمع إلى انقسامات ونعرات لا معنى لها.

الكارثة.. أنه حتى أولئك الذين يسوقون لأنفسهم على أنهم يقبلون الاختلاف ويحترمون الآخرين واختياراتهم.. ويدعون المجتمع إلى التسامح مع المختلفين في المظاهر والآراء ويؤكدون على حرية التعبير.. تجدهم عند رؤية فتاة محجبة في بوستر يهتزون ويشعرون بالاستفزاز وبأن في تلك الصورة تهديد لهم ..لأن الأصل في نظرهم أن تظهر في الاشهارات والإعلانات والقنوات نساء مسدلات الشعر.

للأسف كان امتحانا صعبا عليهم ورسبوا فيه وظهرت مواقفهم الحقيقية وغلب الطبع التطبع..