وجهة نظر

إلى أشقائنا في الخليج..

إنما يجري حاليا في منطقة الشرق الأوسط من قطيعة دبلوماسية ما بين الدول العربية وإيران، والتي سببتها التصريحات التي اعُتبرت ”عدوانية ” تجاه المملكة العربية السعودية وتدخل في شؤونها الداخلية، وأيضا بسبب الاعتداء على البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران بعد حادثة إعدام المعارض السياسي نمر باقر النمر، أعتبر أنه خطأ دبلوماسي حقيقي سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع وسيزيد من الاحتقان الطائفي في المنطقة العربية التي تشهد أنواع من الاقتتال تارة من طرف مجموعات مسلحة وتارة بسبب انظمة استبدادية وتارة بسبب نوازع طائفية …

إن القطيعة الدبلوماسية لم ولن تعتبر حلا سياسيا وإستراتيجية من طرف دول الخليج تجاه إيران، لكن ستزيد من حالة العداء المتنامي منذ سنوات بسب الثورة السورية وغيرها من الأحداث في المنطقة والتي إن دلت على شيء فإنما تدل على عجز المسلمين أنفسهم عن حل مشاكلهم الداخلية بالحوار والتفاهم بدل القطيعة التي تسبب التدخل الخارجي، وتزيد من حدة القتل والدمار في منطقة عانت ولا زالت تعاني جراء الحروب والاستبداد والتطرف والإرهاب…

تركيا وروسيا دولتان تحيطان بالعالم العربي ولم تصل بهما الدرجة إلى قطع العلاقات بسبب حادثة اسقاط الطائرة الجوية التي انتهكت السيادة التربية لتركيا، ومرد ذلك إلى الطريقة التي يتعامل بها أدوغان مع الحوادث السياسية والعسكرية التي تتعرض لها بلاده؛ حيث قال في حوار تلفزيوني سابق “.. يقول مثل شعبي صيني أترك جميع الأبواب مفتوحة فربما ستعود لأحدها يوما ما ”، هو مثال مهم في السياسة الخارجية، يعني بتأكيد إنه لا مجال للقطع النهائي مع أي دولة كانت فربما تحتاج لها يوما ما، وهي الطريقة التي يتعامل بها أدوغان ويجب على الدول العربية أن تتعامل بها بدل القطيعة وحالة العداء التي لن تخدم شعوب هذه المناطق بقدر ما ستخدم الكيان الصهيوني، ودعاة التطرف والعنف والاستبداد ولن تزيد من حجم وقدرة دولنا بل بالعكس ستجعلها تغرد لوحدها خارج السرب …