خارج الحدود

“الإرهاب” يحطم الرقم القياسي في سنة 2015

حُطم الرقم القياسي لعدد الهجمات الإرهابية التي شهدتها مناطق مختلفة من العالم خلال العام الذي نودعه، بعد أن خلفت مجموع الهجمات قرابة الألف قتيل (771)، وأكثر من ألف جريح (1305)، فيما “استحوذ تنظيم الدولة الإسلامية” على جلها متحملا المسؤولية وراءها تنفيذها، إضافة إلى تنظيمات إرهابية أخرى التي كانت وراء البعض منها.

وتركزت أغلب الهجمات في منطقة الشرق الأوسط، كما كانت الهجمات التي شهدتها مناطق أخرى، مثل أوروبا، إنذارا حقيقيا بتمدد هذا التنظيم الذي أعلن عن استراتيجية جديدة في تنفيذ هجوماته بالاعتماد على الذئاب المنفردة من المعتنقين لعقيدته الدموية.

واعتبر شهر نونبر الماضي من أكثر الأشهر دموية خلال هذا العام بعد الهزات المتتالية التي أحدثتها الهجمات الإرهابية في كل من أوربا ولبنان، خاصة الهجومات الإرهابية التي استهدفت، بالتزامن، ستة مواقع في العاصمة الفرنسية باريس في 13 نونبر الماضي واعتبرت من أضخم الهجمات الدموية التي استهدفت أوروبا بعد اعتداء مدريد في 2004.

يوميات الدم، لم تقتصر فقط على الهجمات الإرهابية التي ميزت العام الذي نودعه، بل كذلك، حالة الحرب المستمرة في سوريا والعراق واليمن، وليس أخيرا الانتفاضة الفلسطينية الثالثة التي انطلقت شرارتها في الأول من أكتوبر الماضي التي تصر على أن العام 2015 كان أكثر دموية من سابقيه.

فلسطين :

أفادت إحصائيات تخص عدد شهداء الانتفاضة الفلسطينية (انتفاضة القدس) منذ اندلاعها إلى حدود يوم الأربعاء 23 دجنبر 129 شهیدا فی الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة، بینهم نحو 26 طفلاً و6 نساء. بحسب وزارة الصحة الفلسطینیة.

وتتعمد قوات الاحتلال الصهيوني تفریق الشباب المنتفض ضد الاحتلال بقنابل الغاز المسيل للدموع، واستهدافهم عن سبق إصرار وترصد بالرصاص الحی والمطاطی فی المناطق العلویة من الجسد، بغیة اغتیالهم وإرهاب المتظاهرین.

اليمن:

ارتفع عدد قتلى الحرب بالدائرة فيها إلى 28000 خلال العام 2015، منهم 20 ألفا من الحوثيين والموالين لهم وأغلبهم من الفقراء وطلاب المدارس، فيما نسبة 12 بالمائة منهم من الأطفال والنساء. و8300 من الجيش والمدنيين والمقاومة الشعبية، أغلبهم من محافظة تعز وعدن ومأرب ولحج أي ما يعادل 60 بالمائة من مجموع القتلى.

سوريا :

تشير آخر إحصائيات للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن نحو 300 قتيل مدني من بين أكثر من 4100 قتلتهم طائرات التحالف الدولي خلال 15 شهرا الأخيرة، بعد أن ارتفع عدد القتلى إلى 4166 على الأقل، وهو العدد الذين تمكن المرصد من توثيقه منذ فجر يوم 23 من شتنبر 2014، وحتى فجر يوم 23 دجنبر الحالي، غالبيتهم الساحقة من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” ب3712، و300 قتيلا مدنيا بينهم 143 طفلا، و69 امرأة.

العراق :

وفيما هناك استعصاءا لدى المنظمات في إنجاز تقارير تحصي بكل دقة عدد ضحايا الصراع في العراق، إلا أن الأرقام تشير إلى تجاوز عدد القتلى في هذا البلد المائة ألف، فيما تشير تقارير أخرى إلى أن هذا العدد تجاوز المليون.

غير أن تقريرا حديثا صدر الأحد الماضي في بريطانيا أورد بأن نحو 112 ألف مدنيا على الأقل قتلوا في البلاد منذ دخول القوات الأميركية لإسقاط نظام صدام حسين قبل 10 أعوام. مشيرة إلى أن ما بين 112 ألفا و122 ألف مدني قتلوا خلال أعمال العنف المتواصلة في العراق، فيما بلغ مجموع من قتلوا ومن ضمنهم المقاتلين والعسكريين نحو 170 ألف شخص.

وأضاف التقرير الذي صدر عن منظمة “إيراك بادي كاونت” البريطانية، المعنية بجمع احصائيات ضحايا أعمال العنف في العراق، بأن معدلات العنف لا تزال مرتفعة في البلاد، إذ يقتل كل عام بين أربعة وخمسة آلاف شخص، وهو ما يعادل تقريبا عدد الجنود الأجانب الذي قتلوا في العراق منذ 2003 والذي يبلغ أربعة آلاف و804 جنود.

وأوضح بأن العاصمة بغداد، ظلت على مدار السنوات العشر الماضية، ولا تزال، المنطقة الأكثر خطورة في البلاد، حيث قتل نحو 48 في المئة من العدد الإجمالي للقتلى، فيما كان الصراع الطائفي بين 2006 و2008 الأكثر دموية.

فيما قال عضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي علي شاكر مهدي إلى أن أعداد القتلى في عموم البلاد قد تتخطى هذه الأرقام بعدة مرات. موضحا بأن الأعداد الكبيرة للقتلى في العراق سببها “الأعمال الإرهابية والاحتلال الأميركي والصراعات المذهبية وإرسال الإرهابيين بشكل مكثف من دول الجوار”.

هنا رصد لأبرز الهجمات حسب تسلسلها الزمني خلال العام الذي نودعه :

فرنسا 7-9 يناير 2015: مسلحان يفتحان النار داخل مكاتب مجلة “شارلي إيبدو” الساخرة، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا، بينهم ثمانية من رسامي الكاريكاتور في المجلة. كما قتلت شرطية على مشارف باريس، فيما احتجز مسلح عددا من الرهائن في متجر يهودي، قتل منهم أربعة أشخاص. وأعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن هذه الهجمات، كما قتل أيضا الإرهابي أميدي كوليبالي، المتورط في الهجوم على الصحيفة وقتله 4 للرهائن.

مصر 09 يناير: سيارة مفخخة تستهدف نقطة أمنية في سيناء بمصر، وتخلف 26 قتيلا وأكثر من 40 جريحا.

ليبيا 27 يناير: هجوم على فندق في طرابلس بليبيا يخلف 10 قتلى، من بينهم 5 أجانب.

مصر 29 يناير: سيارة مفخخة تستهدف نقطة أمنية في سيناء، وتخلف 26 قتيلا وأكثر من 40 جريحا.

الدنمارك 14 فبراير: هجوم على ندوة ثقافية وكنيس يهودي شهدت العاصمة الدنماركية كوبنهاغن عملية إطلاق نار على مقهى ثقافي وعلى كنيس يهودي، أوقع قتيلين و 3 إصابات في صفوف الشرطة.

ليبيا 15 فبراير: تنظيم داعش يبث مقطع فيديو لعملية قطع رؤوس 21 قبطيا مصريا في ليبيا.

أفريقيا: نفذت جماعة “بوكو حرام” هجوما في مدينة فوتوكول النيجيرية على الحدود مع الكاميرون.

تونس 18 مارس: هجوم على متحف باردو أوقع 23 قتيلا بينهم 20 سائحا و 50 جريحا فيما تنظيم داعش في تسجيل صوتي الهجوم.

اليمن 20 مارس: تفجير مسجدين في صنعاء، أدى إلى مقتل 137 شخصا وجرح نحو 357 آخرين.

كينيا – 02 أبريل: تعرضت جامعة غاريسا في كينيا إلى حصار استمر يوما بأكمله، أدى إلى مقتل 148 شخصا، بينهم 142 طالبا بالجامعة. وأعلنت حركة الشباب الصومالية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن هذا الاعتداء، الذي يعتبر الأسوأ في كينيا منذ تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي عام 1998.

أفغانستان 18 أبريل: تفجير انتحاري أمام بنك في جلال أباد بأفغانستان ما أدى إلى مقتل 33 شخصا على الأقل.
دالاس بالولايات المتحدة الأمريكية 03 ماي: أطلق مسلحان النار خارج موقع مسابقة لرسم كارتوني للنبي محمد في دالاس بالولايات المتحدة الأمريكية، قتل المسلحان وجرح شرطي.

السعودية 22 ماي: تعلن وزارة الداخلية السعودية مقتل 4 أشخاص في هجوم قرب مسجد العنود بمدينة الدمام وتنظيم داعش يتبنى عملية الهجوم.

تفجير انتحاري يقتل 21 شخصا في مسجد الإمام علي في القديح بالسعودية. السعودية: هجوم إرهابي على حسينية في أكتوبر استهدف مسلح “حسينية الحيدرية” في سيهات شرق السعودية ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

تونس – 26 يونيو: طالب جامعي مسلح يفتح النار داخل منتجع سياحي بمنطقة سوسة، ويقتل 38 سائحا أجنبيا، بينهم 30 بريطانيا، و40جريحا، وتبنى تنظيم “داعش” هذا الهجوم، الذي سبقه هجوم مماثل على متحف باردو في تونس العاصمة في الثامن عشر من مارس / آذار أدى إلى مقتل 22 شخصا.

الكويت 26 يونيو: انفجار في مسجد بالكويت خلال صلاة الجمعة يخلف 27 قتيلا و 227 جريحا في مسجد الإمام الصادق، وتنظيم “داعش” تبنى هذا التفجير.

تركيا 20 يوليوز: تفجير انتحاري يقتل أكثر من 30 شخصا في تركيا قرب الحدود مع سوريا.

الصومال- شتنبر: اعتداء إرهابي على قاعدة لبعثة الاتحاد الأفريقي في حركة الشباب الإرهابية تبنت الهجوم على القاعدة في مدينة جانيل، ما أسفر عن مقتل عشرات الجنود الأوغنديين.

تركيا – 10 أكتوبر: هجوم انتحاري على تجمع سلمي أمام محطة القطارات في العاصمة التركية أنقرة يوقع 102 قتيلا وأكثر من 500 جريح. وأعلن المدعي العام أن تنظيم “داعش” يقف وراء الاعتداء، الذي يعتبر الأسوأ والأكثر دموية على الأراضي التركية.

مصر – 31 أكتوبر: طائرة ركاب روسية تابعة لخطوط “كوغاليمافيا” تسقط في شبه جزيرة سيناء بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أدى إلى مقتل كل من بداخلها وعددهم 224 شخصا، أغلبهم روس. وتعتبر هذه أسوأ كارثة جوية روسية على الإطلاق. وفيما لم تثبت التحقيقات بعد ما إذا كان تحطم الطائرة ناتجا عن خلل فني أو عمل تخريبي، أعلن تنظيم “ولاية سيناء” التابع ل “داعش” مسؤوليته عن إسقاط الطائرة.

لبنان – 12 نونبر: تفجير دراجة نارية مفخخة يتبعها تفجير انتحاري في سوق في برج البراجنة بالضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت يوقع 44 قتيلا وجرح 239. المنطقة تعتبر معقلا لتنظيم حزب الله اللبناني. تنظيم “داعش” تبنى الهجوم، الذي يعتبر الأكثر دموية في تاريخ البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1999.

فرنسا – 13 نونبر سلسلة من الهجمات غير المسبوقة على 6 مواقع في باريس تخلف 130 قتيلا على الأقل وأكثر من 350 جريحا، استهدف خلالها الإرهابيون ستة مواقع مختلفة، من بينها محيط ملعب “ستاد دو فرانس” الدولي ومطاعم في أحياء راقية وقاعة للحفلات الموسيقية، بينما تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أعلن مسؤوليته عن هذه الهجمات.

تونس 24 نونبر: نفذ انتحاري بحزام ناسف هجوما على حافلة للحرس الرئاسي في قلب العاصمة تونس تسبب في مقتل 12 عنصرا من النخبة الأمنية. الهجوم تبناه تنظيم “الدولة الإسلامية” ويعد من أسوإ الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها تونس هذا العام، ويأتي بينما يحتفل مهد الربيع العربي بجائزة نوبل تقديرا لنجاحه في تحقيق انتقال سلمي وديمقراطي.

الولايات المتحدة الأمريكية 02 دجنبر: أطلق زوجان إرهابيان هما سيد فاروق رضوان وزوجته تاشفين مالك النار النار على مركز لذوي الاحتياجات الخاصة في سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، في ما أدى لمقتل 14 شخصا وجرح 21 آخرين.