مجتمع

منتدى مراكش يفضح الإعلام الغربي وتسويده لصورة إفريقيا

أجمع المتدخلون خلال أشغال اليوم الأول من المنتدى الإعلامي الخاص بالقارة الإفريقية المنعقد بمدينة مراكش، على تعمد المؤسسات الإعلامية الغربية رسم صورة قاتمة عن القارة الإفريقية، وإظهار مشاكلها فقط للرأي العام العالمي، دون الحديث عن الجهود الجبارة التي تبذلها دولها للنهوض واللحاق بالدول والمتقدمة، وذلك لغايات استعمارية بالأساس تسعى لتكريس الهيمنة والتبعية.

اعتبر مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة أن الصورة النمطية عن القارة الإفريقية في الإعلام، ترجع بالأساس إلى سياسة فرض التبيعة والهيمنة الاقتصادية، وكذا السعي إلى كبح أي فرصة للصعود.

وأشاد الخلفي بالتطور الذي تعرفه القارة التي استطاعت في أقل من عشر سنوات أن تقلص فرق تخلفها عن أوروبا في مجال تكنولوجيا المعلومات من 20 مرة إلى 4 مرات، ورغم هذا “فإن دراسة لليونيسكو أثبتت أن حضور إفريقيا في محركات البحث التابعة لـ “غوغل” لا يتجاوز نسبة 3 في المائة”، يقول الخلفي.

من جهته، أفاد الألماني رولاند كاتس رئيس “ميديا تنور العالمية” (مقرها بسويسرا)، أن حضور القارة السمراء في الإعلام الفرنسي والإسباني والبريطاني خلال الشهر الماضي لم يتجاوز نسبة 3 في المائة، وكان حضورا سلبيا مائة بالمائة حيث لم يتضمن أي رسالة إيجابية، مشددا على أن إفريقيا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي يتعامل معها الإعلام بصورة سلبية.

وأضاف المتحدث الألماني الذي ألقى مداخلة في ندوة حول موضوع: “تعزيز قدرات الإعلام الإفريقي وأدواره من أجل صورة إيجابية عن إفريقيا”، أنه ولا بلد إفريقي واحد يحظى بحضور متواصل ومستمر في الصحف والقنوات الأوروبية بشكل دائم، مرجعا جزءا من السبب للصحافيين أنفسهم الذين يعتقدون أن دورهم منحصر في البحث عن الفساد والإفلاس وفضحه، ولا يهتمون بالقضايا الإيجابية، وكذا إلى الحكام الأفارقة الذين يحجبون المعلومة والأرقام ويصعبون الحصول عليها.

حسن الحق وزير الإعلام بدولة بانغلاديش، دعا إلى تسخير الإعلام لمكافحة الإسلاموفوبيا ومحاربة الإرهاب والتطرف، وإلى العمل على مواجهة كل محاولات عزل القارة الإفريقية، وتسويق كل نقاط قوتها ومميزاتها وإيجابياتها.

وفي السياق ذاته، اعتبر تيدان ديووارا المدير العام لمؤسسة (CIPINA) السويسرية، أن القارة الإفريقية لديها كل ما تحتاج إليه، وأنها قارة الأمل نظرا لارتفاع نسبة الأفراد البالغين أقل من 20 سنة ضمن سكانها في وقت بدأت قارات أخرى تعاني الشيخوخة، داعيا إلى التخلص من عقدة الإحساس بالنقص.

واعتبر أن وسائل الإعلام العالمية “متحيزة” وتسعى دائما لإقصاء النماذج الإفريقية الناجحة، ضاربا المثال بالمغرب الذي يعتزم عما قريب افتتاح أكبر محطة في العالم لإنتاج الطاقة الكهربائية عن طريق الطاقة الشمسية، وكذا تطور مؤشراته في التنمية والحرية والحقوق، وهو “ما لا يجد له حضورا يليق به في وسائل الإعلام العالمية” حسب تعبير ديووارا.

بدوره، حذر محمود خليفة وكيل الإعلام بالحكومة الفلسطينية، الدول الإفريقية من حرب عالمية ثالثة، معتبرا أن القارة السمراء تعيش حربا باردة، في حين تعيش الدول العربية بالمنطقة الآسيوية حربا ساخنة، وهو ما ينذر بحرب عالمية ثالثة قريبة، الأمر الذي يفرض على المنطقتين التعاون وتعزيز جهود الحماية.

وأضاف خليفة، في كلمة له صباح اليوم بالجلسة الافتتاحية للمنتدى الإعلامي الخاص بالقارة الإفريقية المنعقد بمدينة مراكش، أن الثروات التي تزخر بها القارة الإفريقية، يجعلها محطة استهداف من الدول الأخرى، وهو ما يدفع المستعمرين إلى تسويق صورة سيئة عن القارة السمراء، من أجل إبقائها تحت التبعية وتبرير السياسات الاستعمارية في حقها.