اقتصاد

تصنيف: طنجة تنافس كبريات المدن عبر العالم اقتصاديا

صنفت مدينة طنجة في المرتبة الخامسة كأكثر المدن تنافسية في العالم من حيث تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وذلك حسب تقرير حديث للبنك الدولي، تحت عنوان “المدن التنافسية من أجل الوظائف والنمو: ماذا، ومن، وكيف”، والذي من خلاله حددت معايير المشاركة التنافسية لـ750 مدينة والوسائل التي ساهمت في تطوير اقتصادياتها.

وذكر التقرير أن مدينة طنجة، تعد الأكثر تطورا بين المدن التي شملتها الدراسة من الناحية الاقتصادية، مشكلة رافعة حقيقية للاستثمار الأجنبي المباشر، وذلك بفضل ميناء طنجة المتوسط، الذي جذب المستثمرين الأجانب في قطاع السيارات، وكذا الممولين الصناعيين في قطاعات مختلفة.

وأضاف التقرير أن الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي تتوفر عليه المدينة، ساهم في الفترة الممتدة من سنة 2003 إلى سنة 2012 في تحقيق تراكم وصل إلى 5694 مليون دولار، والتي سمحت في مجموعها من خلال 61 مشروعا، خلق 27 ألف و219 منصب شغل، في الجهة مما جعلها مصنفة في المرتبة الخامسة عالميا في قائمة 10 مدن من حيث المداخيل المتراكمة من الاستثمار الأجنبي المباشر.

وأضاف التقرير ذاته، أنه أيضا في الفترة الممتدة ما بين سنتي 2005 و 2012 ساهمت مدينة طنجة في خلق مناصب شغل جديدة 3 مرات أسرع بنمو قدره 2.7 في المائة.

وعدد التقرير المشاريع التي تم إنجازها بمدينة طنجة، والتي سمحت بجعلها قاطرة مهمة في النمو الاقتصادي للبلاد، من خلال ميناء طنجة المتوسط، وكذا خلق شبكة الطرف والسكك الحديدية التي ربطت مدن الشمال، كما عملت على جذب المستثمرين الأجانب، مثل مصنع رونو للسيارات.

ومن جهة أخرى أظهر التقرير ذاته، أن كل من مدينة مكناس ومراكش، تتوفران على إمكانيات تنافسية قوية، حيث صنفهما في قائمة 10 مدن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ احتلت مكناس المرتبة التاسعة، ومراكش المرتبة الخامسة، مضيفا أن متوسط النمو السنوي في الناتج الداخلي الخام للفرد الواحد حدد في المدينتين معا بأكثر من 10 في المائة.

ويفحص التقرير الاتجاهات العالمية والإقليمية والمقارنة فيما بين مختلف أنواع المدن حسب الدخل والقطاع والمنطقة والمزيج الصناعي، وتوصل التقرير إلى أن المدن التنافسية تتضمن ما هو أكثر من مدن رأسمالية أو مراكز عالمية للتجارة، بل هي في الغالب مدن ثانوية شهدت معدلات تصنيع سريعة مثل سالتيلو بالمكسيك ومكناس وطنجة ومراكش بالمغرب، وكويمباتور بالهند وجازينتب بتركيا وبوكارامانجا بكولومبيا وأونيتشا بنيجيريا وتشانشا بالصين.

وحققت ثلاثة أرباع المدن التي درسها التقرير نموا أسرع من اقتصاد البلدان التي تقع فيها منذ أوائل العقد الأول من الألفية، كما يذكر التقرير، لكن مازال هناك مجال للتحسين، إذ يمكن تهيئة ملايين الوظائف إذا تحول عدد أكبر من المدن إلى الأداء على مستوى أكثر المدن تنافسية.

ويفيد التقرير بأن المدن القادرة على المنافسة لا تحتاج دوما إلى إصلاح اقتصادها القائم كي تحقق النجاح. ففي كثير من الأحيان كانت أفضل أداء فيما تفعله باستغلال ميزتها التنافسية وخاصة حين تصدر سلعا وخدمات قابلة للتداول إلى مدن وبلدان أخرى.