سياسة

المرواني: نخبنا بدون عمود فقري والشيخ ياسين خريج “الليل”

أثنى محمد المرواني الأمين العام لحزب الأمة، عن الراحل عبد السلام ياسين مؤسس جماعة العدل والإحسان، معتبرا إياه خريجا لمدرسة الليل التي تعلم المسلم معنى الإرادة، كما انتقد بشدة واقع النخب المغربية من مثقفين ومفكرين وفقهاء وكذا سياسيين، معتبرا إياهم فاقدين للعمود الفقري الذي يتيح لهم الصمود أمام “المستبدين”، ومشتغلين بقضايا غير مهمة.

وقال محمد المرواني في كلمة له صباح اليوم، خلال حفل تأبين عبد السلام ياسين نظمته جماعة العدل والإحسان بمناسبة الذكرى الثالثة لوفاته، أنه تعلم من مؤسس الجماعة معنى الإرادة والثقة في “نصر الله”، معتبرا إياه من خريجي مدرسة “قيام الليل”، مضيفا: “لقد أثر في كثيرا وطويلا أن الشيخ عبد السلام ياسين كتب وصيته بليل، فهل تعرفون معنى أيكون الناس نيام ورجل يكتب وصيته.. هذا دليل كبير على الإرادة التي كان يتمتع بها”.

وانتقد المتحدث بشدة، النخب المغربية من مثقفين ومفكرين وسياسيين وفقهاء، وقال: “للأسف نخبنا ضعيفة وتفتقد الإرادة والعمود الفقري، وهي أقرب منها إلى الرخويات من الفقريات، ولا تستطيع الصمود في اختبار المستبدين”، وأضاف “هذا العمود الفقري تصنعه الإرادة والتي لا تتحقق إلا بالمجاهدة، ونخبنا تفتقده”.

واعتبر المرواني، أن النخب المغربية مشتغلة بغير القضايا الأساسية التي تعالج محن الأمة، التي لخصها في ثلاثة عناصر أساسية، “أولها الفساد والاستبداد، وثانيها التطرف والغلو، وثالثها التدخل الخارجي”.

وواصل زعيم حزب الأمة مدحه للراحل عبد السلام ياسين، واعتبر أنه كان له “ربط عجيب بين العملي والنظري، وكان يجمع ما نسميه بين اليوم بالنظرية والممارسة”، في الوقت الذي هاجم فيه السياسيين المغاربة معتبرا أنهم فاقدين للأفكار، وقال: “من آفات نخب اليوم نجد فقرا في الفكر والعلم والفقه، وانظروا إلى حالنا اليوم وأنا أتكلم عن الحالة المغربية، وانظروا إلى المشهد السياسي وتأملوا جيدا في النخب التي تشرف وتتحمل المسؤوليات قيادة العمل السياسي، فلا تجد فكرة مفيدة واحدة، لدينا فقر في الأفكار، لذلك نعجز عن مواجهة تحديات هائلة”.

وأضاف المراوني، “بدل أن ينبري المثقفون والمفكرون والفقهاء لمحاولة التصدي لهذه الإشكالات الثلاث، نجدهم منهكين ومستغرقين في قضايا أخرى، وعبد السلام ياسين كان من النوع الذي يشتغل بهذه الإشكالات الثلاث”.