وجهة نظر

التلميذ المغربي و الهاتف المحمول: أية علاقة؟

بات واضحا وضوح الشمس في كبد السماء انجراف التلاميذ في المدارس المغربية العمومية و الخصوصية، على حد سواء، وراء موضة الهواتف الذكية و الخربشة فيها واقفين وجالسين و جارين و متحدثين و هلم جرا.

و الأدهى من كل هذا وذاك تجرؤ بعض التلاميذ في حصص بعض الأساتذة على إخراج الهاتف المحمول و الخربشة فيه على حساب مستقبلهم.

والمتأمل في العلامة التجارية لهذه الهواتف المحمولة يدرك تكلفتها المادية خاصة بالنسبة للتلاميذ المنحدرين من أوساط اجتماعية هشة.

شخصيا، لا أستسيغ البتة أن يتواطأ الآباء مع أبنائهم و بناتهم بأن يقبلوا حتى الاقتراض، أحيانا، لشراء هذه الهواتف البئيسة لهم على حساب كتبهم و دفاترهم و أحذيتهم و علاجهم ومصروفهم اليومي و غيرها.

وواهم من يعتقد أن هاتفه الذكي وحده فقط سيجعل منه إنسانا آخر أو أنه سيغير به واقعه و سينال مبتغاه إن هو لم يشمر على عقله ويتهدن و يترزن، و يقتل الضجيج و العجيج وينخرط في سيرورة الدرس و يركز داخل الحجرة الدراسية وخارجها.

في الواقع، إذا كان الهاتف الذكي وسيلة فإنه يجب أن يبقى وسيلة و لا ينقلب إلى غاية في حد ذاته عند فئة عريضة جدا من المتعلمين والمتعلمات في الوسط المدرسي المغربي؛ كما يجب على هؤلاء و أولئك أن يفهموا و يفهمن هذه الحقيقة و يستوعبوها و يستوعبنها جيدا.كذلك، كيف لمتعلم أن يدس وجهه في شاشة هاتفهالمحمول و الأستاذ يشرح مفهوما أو فكرة أو معادلة أو خريطة أو غيرها؟ فإما أن يذوب المتعلم قلبا و قالبا مع الدرس أو مع الهاتف و لكن في مكان آخر ليس الوسط المدرسي طبعا.فإماأن تكون أو لا تكون، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه.

من العيب، بل كل العيب أن يتحول التلاميذ إلى عبيد أمام هذه الآلة التكنولوجية التي سلبت عقول غالبيتهم في الآونة الأخيرة. و إذا تأملنا طبيعة المواضيع المخربش فيها فإننا نجدها لا تخرج عن أغنية بليدة أو ضحكة مجنونة أو لقطة من مقابلة كروية أو سلسلة إعجابات في شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفايسبوك.مرة أخرى، أقول للتلميذ المغربي، لا تجعل هاتفك أغلى ما فيك، و لا تنظر إلى الدنيا بأدواتها و تقنياتها نظرة الجاهل و الأمي و اجعل أغلى ما فيك عقلك و ضميرك و شمر على ذراعيك و كن مسؤولا فإنك أنت الخاسر الأكبر أو الرابح الأمهر.و في ذلك فليتنافس المتنافسون.