أخبار الساعة

خبير عسكري فرنسي يشيد بدعم المغرب لبلدان إفريقية في محاربة التطرف

أشاد الجنرال مارك فوكو، قائد العمليات العسكرية في مالي والنيجر بين عامي 2013 و2014، بالدعم الذي يقدمه المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، لمالي وعدد من بلدان الساحل والصحراء في مجال تكوين الأئمة ومحاربة التطرف بجميع أشكاله.

وقال الجنرال الفرنسي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركته في الندوة التي احتضنتها الدار البيضاء مؤخرا حول “رهانات السياسات الجبائية في التحول الاقتصادي لإفريقيا في أفق 2025” والتي قدم خلالها عرضا حول الجانب الأمني وعلاقته بالتنمية في إفريقيا، “إن مبادرة الملك القيمة، المتمثلة في تكوين رجال دين ومرشدين ومرشدات وتأهيلهم لتدبير الشأن الديني وتأطير الشباب وترسيخ المبادئ الحقيقية للدين الإسلامي، من شأنها “مكافحة التطرف الديني واللاتسامح ونبذ التحريض على ارتكاب أعمال إرهابية”.

وأبرز الخبير العسكري الفرنسي الأهمية القصوى “لمقاربة المغرب الشجاعة في مكافحة الإرهاب”، والتي لا تقتصر في رأيه على بلدان الساحل وجنوب الصحراء فحسب، وإنما تهم أيضا بلدانا أخرى في الضفة الشمالية لحوض البحر الأبيض المتوسط، منوها في هذا الصدد بتعاون المملكة “المثمر” مع فرنسا للكشف عن عناصر إرهابية لها صلة بالأعمال الإجرامية التي عرفتها باريس يوم الجمعة 13 نونبر 2015.

وأردف قائلا “أعتقد أن المغرب أدرك كيفية معالجة أسباب ودواعي الإشكالات المتصلة بالأمن والتطرف الديني، مما مكنه من إيجاد حلول شمولية لمواكبة التنمية المتواصلة التي يعرفها في السنوات الأخيرة”.

وربط فوكو الأحداث الأخيرة التي عاشتها باريس بـ “تنظيم الدولة” في العراق والشام (داعش)، وقال في هذا الشأن “لقد كان وراءها أشخاص يدعون أنهم مسلمون ويمتلكون الحقيقة، ذهبوا إلى سورية وانخرطوا في تنظيم (داعش) الذي عمل على تكوينهم وتدريبهم على كيفية استعمال السلاح والأحزمة الناسفة وارتكاب أعمال إرهابية في جهات مختلفة من بقاع العالم”.

وأكد أن “الإرهاب، الذي بات يمثل اليوم تهديدا كبيرا للمجتمع الدولي، والذي أصبح العالم يدرك يوما بعد يوم حدة خطورته، ليس بقضية تهم الغربيين فقط، فحوالي 90 في المائة من ضحاياه مسلمون”، مبرزا بالمناسبة أن تنظيم (داعش) أخذ يخسر على أرض المعركة بعد أن ضاق عليه الخناق مع اشتداد وتيرة القصف الجوي والبري”.

ونبه الجنرال فوكو إلى انعكاسات الوضع في ليبيا على بلدان الجوار، مشيرا إلى أن “الأسلحة التي استعملت في ثورة الإطاحة بنظام معمر القذافي وفي الخلافات التي عصفت بالبلاد في ما بعد، تشكل تهديدا صريحا في منطقة المغرب العربي وبلدان الساحل والصحراء بشكل عام”.

ولدرء المخاطر المحتملة، دعا الجنرال الفرنسي إلى ضرورة اعتماد حلول سياسية في مناطق التوتر الحالية، مبرزا أن “الوسائل العسكرية متاحة لتسهيل الأمور وردع الجماعات الإرهابية، لكن لا بد من اعتماد حلول سياسية والتعاون الجماعي وتوحيد جهود الدول المهددة بخطر الإرهاب”.