مجتمع

أطباء يترحمون على الصحة بالمغرب في جنازة رمزية

خالد السوسي

نظمت اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بالمغرب وقفة وطنية أمام وزارة الفلاحة، اليوم الإثنين، لرفع ما أسمته “الحيف عن الأطباء” بعد خوضهم لأطول إضراب في” تاريخ المغرب” دام أزيد من 50 يوما حسب قولهم.

وبحسب المنظمين، فإن اختيار الأطباء المقيمين والداخليين للوقوف أمام وزارة الفلاحة التي شهدت توافد أزيد من 300 طبيبة وطبيب داخليين ومقيمين من مختلف كليات الطب بالمغرب لم يأت اعتباطا، حيث قال الدكتور يونس حماني، ممثل الأطباء المقيمين والداخليين بفاس في تصريح لـ”العمق المغربي”، إن اختيار وزارة الفلاحة كمكان لإسماع صوتنا يأتي على إثر قيام وزير الفلاحة عزيز أخنوش بتحسين وضعية موظفيه الأطباء، بدون فرقعة إعلامية، بل كان يعمل في صمت، في حين أن وزير الصحة، الحسين الوردي الذي في كل يوم يظهر على وسائل الإعلام ينتهج معنا سياسة الأذن الصماء، ويتجاهل مطالبنا التي نادينا بها منذ 2007 إلى الآن ولم تتم الاستجابة لنا”.

وأشار إلى أن من بين مطالبهم مطلب التعويض عن الحراسة الليلية والرفع من الأجور، وأضاف “نطالب بالتعويض عن الحراسة الليلية الذي تم الاتفاق عليه مع الحكومة السابقة في 2007، لكن للأسف لم يطبق لحد الساعة، مع العلم أننا قمنا بإضراب في 2011، وتم وعدنا بتفعيل الاتفاق إلا أنهم أخلفوا وعدهم”. وأضاف حماني “نطالب بالرفع من الأجور، حيث أن أكثر من 80 في المائة من الأطباء المحتجين اليوم يتقاضوا أجرا لا يتعدى 3500 درهم، مع العلم أن أقل طبيب لديه (bac +9)، فما بالك بمن لديه (bac +12) و(bac +13) للأطباء المقيمين”.

وندد الدكتور حماني بالاقتطاعات التي قامت بها وزارة الصحة كرد فعل للأشكال النضالية التي يقوم بها الأطباء المقيمون والداخليون، حيث تم اقتطاع 21 يوما من أجورهم بطريقة تعسفية، وأشار إلى أنهم سيرفعون دعوى قضائية على الوزارة للاحتجاج على هذه الاقتطاعات التعسفية التي لم تبرر ولم يتم الإعلام المعنيين بها أصلا، حيث أن هناك أطباء اقتطعت أجورهم في حين كانوا في عطلتهم الرسمية.

وأضاف “كما سنرفع دعوى قضائية من أجل المطالبة بتعويضنا عن الحراسات الليلية منذ 2007 إلى الآن خصوصا وأن لدينا وثائق تثب الاتفاق الذي جرى بيننا وبين الحكومة السابقة في هذا الشأن”.

وختم كلامه بالقول “وزير الصحة يقول: الأجر مقابل العمل، ونحن نقول له: كلامك صحيح، لكن لا تنسى أن العمل مقابل الأجر كذلك”، وتساءل “هل تريد منا الوزارة أن نمتنع عن القيام بالحراسة الليلية لأننا لم نتقاض تعويضا عنها؟؟”.

بدورها قالت الدكتورة خولة العطاونة، عن مكتب الأطباء المقيمين بالرباط، في تصريح لـ” العمق المغربي” إنه “لا أحد يرغب في أن يستمر هذا الوضع، نريد أن نعود لعملنا”.

ولفتت إلى أن الوقفة الرمزية أمام وزارة الفلاحة، مردها إظهار الفرق الشاسع بين الوزارتين (الصحة والفلاحة)، “فوزير الصحة يعمل إعلاميا، يهدد الأطباء، لكن على أرض الواقع لا يوجد أي تحسن على مستوى المستشفيات، في حين أن وزير الفلاحة رجل يعمل في الخفاء لتلبية مصالح موظفيه من أجل تطوير قطاعه والتقدم به إلى الأمام”.

وشددت على أن مطالب الأطباء المحتجين هي مطالب بسيطة تخدم بالدرجة الأولى مصالح المواطن، حيث “نطالب زيادة على التعويض عن الحراسة الليلية والرفع من الأجور، تحسين حالات المستشفيات الجامعية التي تعاني في صمت من ضعف الإمكانيات، إضافة إلى أن ظروف عملنا وتكويننا في حالة مزرية هي أيضا، فالعمل الذي يفعله 10 أطباء أصبح يقوم به 4 الآن، وهذا غير مقبول”.

وقالت “لو وجدنا حوارا مسؤولا مع وزارة الصحة لما خرجنا للاحتجاج في الشارع أكثر من 50 يوما، لكن خرجنا اضطرارا، لم نجد خيارا آخر”، وطالبت المواطنين بأن يتضامنوا معهم لأنهم لم يخرجوا إلا للدفاع عن حقوق المرضى بالدرجة الأولى.

في حين قالت الدكتورة حاتم أسماء، عن الأطباء المقيمين بكلية طب الأسنان بالدارالبيضاء، في تصريح لـ”العمق المغربي” إن جميع الأطباء المنضوون تحت لواء التنسيقية الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بالمغرب، إن لم تتم “الاستجابة لمطالبنا سنخوض أشكالا نضالية أخرى سيتم الإعلان عنها في حينها”، وأضافت “نقف اليوم من أجل كرامة المريض، فإن كانت ظروفنا جيدة، ستكون خدمتنا جيدة أيضا وسيستفيد كذلك المريض، والعكس صحيح”.

يذكر أن الوقفة عرفت رفع شعارات منددة بسياسة تجاهل وزير الصحة لمطالب الأطباء، كما عرفت رفع شعارات تطالب باللجوء إلى وزارة الفلاحة حيث رددوا أمام وزارة الفلاحة “من طبيب بشري بغينا نوليو طبيب بيطري”.

كما عرفت الوقفة الاحتجاجية نزع الأطباء المحتجين لوزراتهم البيضاء ووضعها في نعوش رمزية وتوجهوا بها في مسيرة “جنائزية” وقفت أمام وزارة الصحة، ثم تلوا بعد ذلك الفاتحة ترحمنا على الأطباء ووزارة الوردي.