مجتمع

المغراوي: دور القرآن حاربت التطرف ولا وجود لـ “الوهابية”

أكد محمد المغراوي رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمدينة مراكش، أن دور القرآن التابعة لجمعيته ساهمت في محاربة التطرف والإرهاب وحماية المدينة الحمراء منه، كما اعتبر أن مذهبه هو المذهب المالكي، وأن ما يسمى بـ “الوهابية” لا وجود له، داعيا في نفس الوقت إلى فتح دور القرآن التي أغلقتها السلطات المحلية قبل سنتين.

دور القرآن ضد التطرف وإغلاقها مستغرب

واعتبر المغراوي في حوار مصور مع موقع “هوية بريس”، أن دور القرآن الأربع التي أشرف على تأسيسها كان لها أثر إيجابي في محاربة التطرف والغلو في صفوف شباب مدينة مراكش، حيث أكد أنه بعد أحداث 16 ماي الإرهابية بمدينة الدار البيضاء اعتقل عدد كبير من المشتبه فيهم من المدن المغربية الأخرى، فيما لم يعتقل من مراكش سوى شخصين أو ثلاث، وأنه لا تربطهم أي علاقة بدور القرآن.

واستغرب المغراوي من قرار إغلاق دور القرآن، الذي أصدره مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمدينة مراكش ونزلته السلطات المحلية مدعومة بالقوات العمومية في فاتح يوليوز 2013، معتبرا أنه لا مبرر له، وقال “الإغلاق يُتعَجب منه ومن أسبابه، وشيء غريب أننا في بلد إسلامي المفروض منه أن يؤيد عمل دور القرآن”.

دور القرآن التي “تستفيد منها شرائح اجتماعية مختلفة وأعمار متفاوتة من 3 سنين إلى 111 سنة، لم يسبق لها أن ارتكبت أي مخالفة سياسية، ويكفيها فخرا أن معظم خريجيها اليوم دكاترة وأساتذة جامعيون، وعدد كبير منهم أئمة لمساجد مدينة مراكش”، يقول المغراوي أحد شيوخ التيار السلفي بالمغرب.

وأعلن  المغراوي أنه يقود حملة مدنية للمطالبة بفتح دور القرآن، حيث يعمل على جمع توقيعات المواطنين المساندين للقضية والراغبين في إعادة فتح دور القرآن، مشددا أنه سيسلك خطوات أخرى بعد إتمام جمع التوقيعات، وتحفظ على عدم ذكر ما الذي يعتزم فعله.

الوهابية من المستحيلات الثلاث

من جهة أخرى، نفى المتحدث وجود أي مذهب أو منهج اسمه “الوهابية”، معتبرا إياه شبيها بما أسماه المستحيلات الثلاث (وهي حسب المغراوي: الغول، والعنقاء، والصديق الوفي)، وأنه لم يسبق له أن عثر على هذا في كتاب من الكتب ولا في السِّير ولا حتى في تاريخ المغرب ولا المشرق، باستثناء فرقة صغيرة كانت في الجزائر في القرن الرابع، ذكرها الشيخ الشويعر وهي من الخوارج.

سلفي على المذهب المالكي

وشدد الشيخ السلفي على أن مذهبه هو المذهب المالكي الذي يعتبر مذهبا رسميا في المغرب، وأنه هو المعتمد في كل ما يلقن في دور القرآن التابعة لجمعيته، وقال: “عقيدتي وفكري ليس له أي ارتباط بأي جهة، فقد تربينا على موطأ الإمام مالك، وعلى كتب طبعتها وزارة الأوقاف، وعلى الاستذكار وعلى صحيح البخاري ومسلم والترمذي وشروحهم”.

وأضاف في الحوار ذاته، “ودائما على ألستنا الاستدلال بأقوال الإمام مالك، ووفقنا الله أن أخرجنا كتابا خاصا في عقيدة الإمام مالك..، وكل كتب المذهب المالكي هي الكتب المميزة عندنا والتي ندرسها وهي التي ننشرها، فكيف سيكون فكرنا فكر هندي أو شرقي أو غيره”، معتبرا أنه لا يوجد أفضل من “الإمام مالك في قضية الاعتصام بالكتاب والسنة”.

الإرهاب مجرد ردة فعل وانتقام

واعتبر المغراوي الذي عرف منذ القدم باختلافه الحاد مع شيوخ ما يسمى بـ “تيار السلفية الجهادية”، أن التطرف والإرهاب لم تكن له يوما أية علاقة بما أسماه “لا سلفية ولا خلَفِية”، معتبرا أنه يكون دائما مجرد ردة فعل وانتقام من طرف أشخاص عانوا مشاكل في حياتهم، “لذلك تجد التطرف كثُر في سجون عبد الناصر وسجون صدام حسين وحافظ الأسد والقذافي سابقا… وغيرهم من الناس الذين كانوا يمارسون ضغوطا على بعض الناس فينتجون ردة فعل”.

وحتى تنظيم القاعدة الذي كان يترأسه أسامة ابن لادن، يقول المغراوي، غير مؤسس على علم شرعي ودراسة ومصادر يستقي منها الإنسان، وحتى لو وجد بعض الأثر فهو مجرد ردة فعل وانتقام.

وشدد صاحب كتابي “التدبر والبيان في تفسير القرآن بصحيح السنن” و “أهل الإفك والبهتان الصادون عن السنة والقرآن”، أن الإلمام بعلوم الإسلام من قرآن وصحيح سنن وسير الصحابة وتاريخ الأمة، لا يمكن أن يتجمع مع التطرف في شخص واحد.

وقال “لا يمكن أن يكون الشخص عالما وقارئا للنصوص أن يرهق دما أو يقتل شخصا”، مشددا على أن الإسلام يحرم قتل المعاهد الكافر، فما بالك بقتل المسلم، وأضاف أن الإسلام دين السماحة والنصيحة وغض الطرف، فلا يمكن قطع رأس كل من أخطأ، بل يجب نصحه ودعوته للخير.