وجهة نظر

الوزير بلمختار يقود انقلابا على لغة الشعب !

لقد أصاب صديقنا الدكتور فؤاد بوعلي (رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية)، حين وصف ما أقدم عليه وزير التربية الوطنية من تعميم مذكرة تقضي بتعليم المواد العلمية باللغة الفرنسية في الثانويات، وصف هذه الخطوة بالانقلاب. 

فالانقلاب اللساني لا يبعد كثيراً عن الانقلاب الدموي؛
بل إن سفك الدم -على خطورته عند الله- هو هدر لنفس أو نفوس؛
وأما سفك اللسان!
وعقد المشانق لإعدامه!
وتعميق الحفر لوأده وإقباره!
وعدم الاكتفاء بما يعانيه مِن غربة وتهجيرٍ وتدريجٍ وتدجينٍ …
فهذا السفك اللساني هو سفك لشعب بكامله
ولأمة برمتها ولحضارة بتاريخها ..

إن ما أقدم عليه السيد وزير التربية الوطنية من فرنسة بعض المواد التعليمية لُغَةً منفردةً في التدريس لأبناء أمةٍ لغتهم الأم -ديناً ودستوراً وتاريخاً وعُرفاً- هي اللغة العربية، لغة كلام الله تعالى، والتي شرفها بأن تكون بياناً لما هو أوسع من معادلات وأرفع من تسمية مخترعات …

إن هذا القرار يعتبر تحديا لإرادة الأمة في الثبات على أصالتها مع عدم تشنجها في قبول ما تقتضيه مواكبة المعاصرة؛ جمعاً بين الحسنيين فيما لا حرج فيه ولا ضرر؛ غير أن الاستفزاز الذي يلحقها في مكونات هويتها وأصالتها وإسلاميتها؛ لا يمكن إلا أن ترفض الإذعان له بأي شكلٍ؛ ولا تفسره إلا بشيء واحد؛ وهو تغول الفئة الفرنكفونية على غالبية الأمة الكاسحة التي كافحت الاستعمار وتجاهد في التحلل من عُقده وترسباته؛

وأن هذه القلة تأبى إلا التعالي على إرادة الشعب ودستوره المجمع عليه بين مكوناته ..