سياسة

خبير أرجنتيني: واهمون من يعتقدون بإمكانية تقسيم المغرب

اعتبر باحث أرجنتيني أن قضية الصحراء هي قضية يلتقي حولها “العرش والشعب” بالمغرب، واصفا أن المراهنين على أنه يمكن تقسيم المغرب بالواهمين.

في مقال تحت عنوان “جلالة الملك محمد السادس يعزز التنمية في الصحراء المغربية” للأكاديمي الأرجنتيني كارلوس أغوزينو ” Adalberto Carlos Agozino” نشر على موقع وكالة الصحافة الأرجنتينية المستقلة “Total News”، أورد أن “قراءة عميقة للخطاب الملكي تظهر بجلاء أن قضية الصحراء هي قضية وطنية يجتمع حولها العرش العلوي والشعب المغربي، واصفا الذين يعتقدون أنه بالإمكان تقسيم المغرب بـ”الواهمين”، لأنهم “سيجدون أنفسهم أمام شعب بأكمله يدافع عن حقوقه المشروعة”، حسب قوله.

الباحث الأرجنتيني في العلوم السياسية، قال في قراءته للخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، إن المزاعم الانفصالية في الصحراء إنما هي، في آخر المطاف، “تغطية لإرادة متسترة تعمل على حماية مصالح جيو-استراتيجية لداعميها”، في إشارة منه إلى الجزائر الذي تستميت في الدفاع عن الانفصاليين وتدعمهم بكل ما أوتيت من قوة منذ أكثر من أربعة عقود.

ووفقا للأستاذ في جامعة جون كينيدي في العاصمة الأرجنتينية “بوينس آيرس”، فإن العاهل المغربي أراد أن تكون الاحتفالات بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء تدشينا لمرحلة جديدة في حياة المغاربة، حسب تعبيره.

ويرى الباحث، أن الملك في خطابه أبان عن حزم قوي فيما يخص الدفاع عن سيادة المغرب على الصحراء، مما جعله يشير إلى التمييز بين “الصحراويين الحقيقيين، الوطنيين الصادقين، الذين ظلوا أوفياء للولاء على مر التاريخ، ملوك المغرب، وبين أولئك الذين استقطبهم وغرر بهم الأعداء”، قبل أن يؤكد أنه “لا يوجد لهم مكان بيننا، لكن بالنسبة لأولئك الذين تابوا، فإن الوطن غفور ورحيم”.

كما أشار المقال إلى مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية للمملكة التي أوردها الخطاب الملكي، وهو المقترح الذي سبق وأن تقدم به المغرب في العام 2007 لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء والتي اعتبرها “الحد الأقصى الذي يمكن للمغرب أن يقدمه” في هذا الصدد”، موضحا بأن المغرب منح كل شيء وقدم حياة أبنائه في الدفاع عن الصحراء.

وأضاف الخبير الأرجنتيني بأن العاهل المغرب كان واضحا عندما تحدث عن سكان تندوف في الجزائر، واستمرار معاناتهم من آلام الفقر والحرمان، وأيضا من الانتهاك المنهجي لحقوقهم الأساسية، في الوقت الذي اعتبر فيه أن المساعدات الإنسانية المقدمة إليهم كان من الممكن أن تمكنهم من حياة أفضل لولا التحويل المشبوه لوجهاتها.

كما أن الملك، يضيف الخبير، كان واضحا أيضا حينما تساءل عن الأسباب التي دفعت الجزائر، وهي التي أنفقت مليارات الدولارات في حملة عسكرية ودبلوماسية ضد المغرب، في الوقت الذي لم تفعل فيه شيئا لأجل تحسين الظروف المعيشية لسكان مخيمات تندوف، وتتركهم يعيشون وضعا مأساويا ولا إنسانيا، مشيرا إلى أن التاريخ سيحكم على أولئك الذين حولوا أطفالا أحرارا في وضعية متسولين ينتظرون ما تجود به المساعدات الإنسانية، مستغلين مأساة مجموعة في صفوف النساء والأطفال من الصحراء عن طريقة جعلها غنيمة حرب، حسب رأيه.

وبعد أن سلط الضوء على المشاريع الكبرى التي أعلن عنها الملك محمد السادس، بهدف تحسين الظروف المعيشية للسكان في الأقاليم الجنوبية، وتحقيق التنمية لجميع المغاربة والمساهمة في تطوير اقتصاديات دول إفريقيا جنوب الصحراء، وخاصة في منطقة الساحل، اعتبر الخبير الأرجنتيني أن المغرب قد أبقى على وعوده بشأن تنفيذ الجهوية المتقدمة وتنمية الأقاليم الجنوبية وتمكن السكان من إدارة الشؤون المحلية بحرية ومسؤولية.

واختتم الباحث: “المغرب، يلتزم اليوم بجعل الصحراء المغربية مركزا للتبادل ومحورا للتواصل مع الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، وها هو يضع البنية التحتية اللازمة لهذا الغرض، هذه الالتزامات التي تشرف المغرب، فإنها بالمقابل تشكل خيبة أمل كبيرة بالنسبة إلى أعدائه”، يستنتج الباحث.