وجهة نظر

نموذج “لديمقراطية” العدل والإحسان

هذا غيض من فيض ما حكي لنا وما عايشناه في الجامعة ::

كنت الموسم الماضي في زيارة لمكتبة كلية الحقوق بالبيضاء (طريق الجديدة)، وتصادف ذلك اليوم مع “انتخابات” ما يسمى عند طلبة العدل والإحسان بمكتب التعاضدية أ.و.ط.م، ولعلمي المسبق وتجاربي مع مثل هذه “الانتخابات الطلابية” قلت سأستريح قليلا بالدردشة مع المشرفين على “الانتخابات”:

– يوجد بالكلية عدة مكاتب للتصويت، وللإشارة فهي صناديق بيضاء شفافة مثل التي يوفرها “النظام المخزني” في مكاتب التصويت،

– مدة الانتخابات يومان – لا أعلم أين تبيت الصناديق-، ويشرف أبناء الجماعة على كل مراحل العملية “الانتخابية”،

– يقوم أبناء الجماعة بالدعاية للتصويت لأنفسهم وإخوانهم -من مسافة الصفر- بالقرب من مكاتب التصويت المتواجدة بالهواء الطلق،

– كل الفصائل الطلابية مقاطعة للعملية الانتخابية، وقائمة المرشحين تضم صنفين، الأول هو مرشحي الجماعة، والصنف الثاني هو كذلك لمرشحي الجماعة ولكن باسم الطلبة المستقلين؛

– على العموم، تقدمت للمشرفين لمكتب التصويت الذي كان يشرف عليه طالبتان ومحاط بطلبة الجماعة، فسألت المشرفتين لماذا هذه الصناديق؛ فأجابت إحداهما: إنها الانتخابات الطلابية ؛قلت: اشرحي أكثر؛ فقالت بأنها انتخابات مكتب التعاضدية وووو…… فقلت لها: هل يمكن أن أشارك، فردت: طبعا قلت لكني لا أتوفر على بطاقة الطالب، فأجابت: لا مشكل، ولم تسألني عن البطاقة الوطنية -لم أعرف السبب-، فقلت لها: كيف سأصوت وعلى من أصوت؟ فأمدتني بلائحة المرشحين ،فقلت لها: إني لا أعرف أحدا من المرشحين، وسألتها لماذا فقط يتواجد مرشحو العدل والإحسان والمرشحون المستقلون، فأجابت بأنه لا وجود لبقية الفصائل في الجامعة، فقلت لها: لكن توجد مجلة بحائط الكلية لمنظمة تسمي نفسها التجديد الطلابي، وسألتها هل أنتم أعضاء فيها، فضحكت وقالت بأنها شبيبة العدالة والتنمية وأنها منظمة “مخزنية” “فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم”.

فسألتها كيف تقبلون أن أشارك في الانتخابات بدون أن أقدم بطاقة الطالب؟

وكيف ستتأكدون من أني طالب بهذه الكلية؟؟؟ وأنكم لا تتوفرون أصلا على لائحة طلبة الكلية.

فسكتت لبرهة وأجابتني بأنهم يثقون في الطلبة.

فقامت بالاستنجاد بأحد الطلبة المرشحين وقالت لي هذا سيجيبك على تساؤلاتك، فأجبتها: لكن أنت المشرفة على عملية التصويت، وهذا مرشح لايحق له التواجد أصلا بالقرب من المكتب.

فتركها مصدومة، وسألتها إذن ما الفرق بين انتخاباتكم وأنتم “النخبة” وانتخابات “النظام المخزني”؟؟؟

وذهبت للمكتب الثاني فطلب مني طلبة الجماعة المشاركة في الانتخابات، فقلت لهم أني لا أتوفر على بطاقة الطالب ،فقالو: لا مشكل.

فضحكت، وقلت لهم::: لكني لست من هذه الكلية أصلا وأني مجرد زائر.

وقلت لهم بارك الله في “ديمقراطيتكم”