أدب وفنون

محمد مستاوي يرصد الوحدة الترابية في الشعر الأمازيغي

“الوحدة الترابية في الشعر المغربي الأمازيغي بسوس ومزوضة”، كتاب من 260 صفحة أمضى فيه مؤلفه محمد مستاوي مدة طويلة لجمع مواده، متنقلا بين المدن والقرى المغربية، في عمل شبيه بالبحث الميداني، والهدف هو الحفاظ على التراث الأمازيغي كما يقول الشاعرالذي ألف عددا من الكتب في الشعر الأمازيغي.

الكتاب يحتوي على 54 قصيدة شعرية أمازيغية معربة لـ 45 شاعر وشاعرة، استطاع الكاتب الوصول إليهم عبر جولة ميدانية امتدت طويلا. محمد مستاوي قال لـ”العمق المغربي” أنه استمتع فعلا بجمع هذا التراث من أفواه مبدعيها وأثناء التفريغ من الأشرطة ونقلها إلى الوقفة وتدوينها بعد تعريبها.

وأضاف أن الشعر الأمازيغي المغربي تراث يؤرخ لمدى لحمة المغاربة في مواجهة أعداءهم والحفاظ على وحدتهم الترابية، حسب قوله، وأردف الشاعر أن عمله حاول من خلاله إبراز حضور الوحدة الترابية في القصائد التراثية الأمازيغية المغربية، مشيرا إلى أنه لا يجب أن يضيع مثل هذا التراث لأنه يشكل إنجازا مهما من تاريخ المغرب، حسب تعبيره.

“لكن هذا العمل الذي يقوم به عدد من المغاربة الشعراء هو عمل أفراد، بينما الذي يجب أن تقوم به هي المؤسسات الرسمية ممثلة في وزارة الثقافة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية” يقول مستاوي في حديثه لـ”العمق المغربي”، ويضيف منتقدا القطاع الوصي بقوله “يجب على وزارة الثقافة والمعهد الملكي الأمازيغي تشكيل لجان للبحث والتدوين وليس الجلوس في المكاتب”.

وعن سبب كتابته للشعر الأمازيغي بالحرف العربي، قال محمد مستاوي أنه يكتب بالعربية لأنه من حفظة القرآن وتكوينه أيضا بالعربية، واعتبر أن حرف “تيفيناغ” وُلد متعثرا منذ البداية، وأوضح في هذا الصدد “لا يمكن أن ينجح حرف تيفيناغ الذي تم اختياره بسرعة قبل أن يتكون الأطر عليه”، مضيفا “أنا لست راضي على السير الذي تسير عليها تيفيناغ”.

الشاعر الأمازيغي قال أنه كتب عن الصحراء المغربية قبل استقلالها وخاطب الإسبان بالشعر الأمازيغي قبل المسيرة الخضراء، مشيرا أنه واكب المسيرة الخضراء وألف قصيدة عن الصحراء، معتبرا المسيرة الخضراء وحدة الوطن والمغاربة في السراء والضراء، كأكبر مسيرة سلمية أبهرت العالم في العصر الحديث، حسب قوله.