منتدى العمق

ما بالكم كيف تحكمون!

غريب أمر بعض مثقفي وسياسي هذا البلد والوطن الغالي على قلوبنا.

ففي الوقت الذي كنا ننتظر فيه ان تقوم هذه الفئة المحسوبة على نخبة المجتمع بدورها المنوط بها لما تملكه من أدوات مؤثرة في تكوين استقرار المجتمعات، وتشكيل نسق الحكم والفكر والتوجه، بالإضافة الى العديد من الوظائف،وأهمها صياغة أليات الحكم، وتغير القيم والسلوكيات.

إلا أننا نراها انحازت عن الطريق الصحيح وأصبحت أداة ووسيلة في خدمة جهات لم يعد يروقها ما تفرزه صناديق الاقتراع رغم المحاولات الكثيرة،والبئيسة للتحكم في العملية الانتخابية بدء بتخفيض العتبة،مرورا بالتقطيع الانتخابي المعد على المقاس، وصولا لتسخير رجال السلطة لمساعدة الحزب المعلوم دون ان ننسى بعض الأقلام الصحفية،والقنوات والمواقع الصفراء التي باعت ضميرها المهني.

ومناسبة الكلام ;هذا ما نراه وعاشته الساحة السياسية المغربية في الآونة الأخيرة ,وبالضبط مند ليلة السابع من أكتوبر 2016 ليلة الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية حيث بادر بعض المحللين  تحت الطلب بتحليلاتهم وتأويلاتهم المنحرفة عن الجادة محاولين بكل الطرق غير البريئة للانقلاب على شرعية الصناديق ,واعطائهم تفسيرات خارج الوثيقة الدستورية وخاصة الفصل 47وخارج العملية الديمقراطية السليمة والتي طالما تغنوابها ,الا ان الديمقراطية التي تفرز لنا أشخاصا واحزابا غير مرحب ومرغوببهم يمكن تجاوزها وشرعنة الانقلاب ” ولنا في مصر وتونس خير مثال” مادامت لا تخدم اجندات الطبقةة المتحكمة في الاقتصاد والمال والاعمال  والأحزاب المحظوظة والتي ولدت وفي فمها ملاعق من ذهب.

وانهم بسلوكهم هذا، يحاولون إرساء صورة سلبية لدى المواطن عن العملية السياسية برمتها. ولمعنى التعبير الشعبيللاختيار، وقتل معنى الديمقراطية والتي هي شكل من اشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين على قدم المساواة اما مباشرة او من خلال ممثلتين عنهم منتخبين في اقتراح واستحداث وتطوير القوانين وهي تشمل جميع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة لتقرير المصير…

لكن ما يحز في النفس ان نرى حزبا وطنيا وتاريخيا كان رمزا للنضال قدم شهداء وسجناء ومعطوبين في سبيل ان تحيا هذه البلاد حرة وكريمة وديمقراطية. أصبح بقدرة قادر في يد اشخاص متحكم بها بالتليكوموندومقراتها أصبحتمجرد ملحقات تابعة للحزب المعلوم، والذي التهم مجموعة من الأحزاب الموسمية والتي هي عبارة عن دكاكين انتخابية لا تفتح الا في موسم الانتخابات حيث أصبحت هذه الأحزاب فريسة سهلة لحزب البؤس رغم انه لم يبلغ الحلم بعد ولم يكمل بعد عقده الأول ومازال يعيش عقدة النشأةوالتأسيس مستغلا دعم جهات في الإدارة والدولة.لكن رغم كل المحاولات وجرعات المنشطات التي أعطيت له لم يصل للمبتغى المرغوب والمطلوب بفعل يقظة ووعي المواطنين ووجود حزب عصي على الاستدراج والتطويع وقوته الأساسية ديمقراطيته الداخلية.

ان هذه الأمور والافعال التي نراها لهدفها الأوحد والاساسي تنفير المواطنين، وخاصة الشباب من العملية الانتخابية والسياسية برمتها ولمسار الإصلاح السياسي والديمقراطيببلادنا،والذي لم يرسو بعد في بر الأمان والانقلاب على الشرعية الدستورية التي منحها دستور سنة 2011 للحزب الذي احتل الصف الأول ولرئيس الحكومةالمعين.

لكن هيهات وهيهات ففي هذه البلاد المعطاء،والتي انجبت أمثال علال الفاسي وبنبركة وبنجلون وبوعبيد الذين يعتبرون من الرواد الأوائل الذين دافعوا من اجل ترسيخ القيم الديمقراطية ;على أساس توزيع عادل لثروات البلاد في مناخ التعددية والتشاركية يوجدبها خلف صالح من الشباب الواعي والمؤمن بخطاب الإصلاح في ظل الاستقرار وبما تقتضيه المصلحة العليا للبلاد,والذي فهم اللعبة برمتها واستوعب الدرس جيدا وأصبح قادرا على ان يميز بين من يريد له الخير ومن يريد له الشر.

فكفاكم لعبا بمستقبل هذه البلاد واجيالها لان التاريخ لا يرحم أحدا وعلى الجميع ان يتحد لوضع المسار السياسي المغربي على دروب التغير واعداد مشاهد الإصلاح الديمقراطي     وليس الشكلي او الصوري.