أدب وفنون

النقاد يتوجون “عرق الشتا” كأفضل فيلم طويل بمهرجان طنجة

حصل فيلم “عرق الشتا” لمخرجه حكيم بلعباس، على جائزة النقاد السينمائيين في صنف الأفلام الطويلة في المهرجان الوطني للفيلم في دورته 18، وذلك في انتظار الإعلان عن الأفلام الفائزة بالجوائز الرسمية للمهرجان، في الحفل الختامي مساء اليوم السبت.

وفي صنف الأفلام القصيرة، حاز فيلم “يوم المطر” لمخرجه عماد بادي، على جائزة النقاد السينمائيين، وذلك خلال عرض أقيم صباح اليوم بطنجة لتقديم الحصيلة السينمائية لسنة 2016 بالمغرب، فيما نال الفيلم الطويل “بلادي هي بلادي” لمخرجه عادل عزاب، على تنويه النقاد.

“بلادي هي بلادي” حاز أيضا على جائزة الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، وكلها جوائز ثقافية تضيف نقطا إلى الرصيد السينمائي للأفلام المذكورة، في انتظار معرفة الأفلام الفائزة بالجوائز الرسمية للمهرجان التي يقدمها المركز السينمائي المغربي.

وكان فيلم “عرق الشتا” قد أثار تفاعلا من طرف الجمهور والنقاد في مهرجان طنجة، حيث خلق طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، الحدث بعد أدائه دوره بطريقة عفوية في فيلم حكيم بلعباس، وهو أطول فيلم في المدة الزمنية يتنافس في مسابقة الأفلام الطويلة بالمهرجان.

الطفل أيوب الخلفاوي، مصاب بمتلازمة الداون (مرض ذهني)، جسد دورا رئيسيا في فيلم يحكي قصة فلاح صغير يعمل على أرضه في قرية صغيرة وسط المغرب، يقضي وقته في حفر بئر أملا في الوصول إلى الماء ليستمر في العيش رفقة زوجته عايدة ووالده العجوز المنهك وابنه أيوب، قبل أن يتلقى رسالة تهديد بالاستيلاء على حقله، وهو ما اضطره إلى بيع كليته لتديد ديونه دون علم أهله.

مخرج الفيلم حكيم بلعباس، أوضح خلال مناقشة فيلمه من طرف النقاد، أن الطفل المذكور جسد دوره بشكل حقيقي، بل واستطاع أن يفرض مشاهد جديدة لم تكن مبرمجة ضمن السيناريو، خاصة في نهاية الفيلم حين تفاعل الطفل أيوب مع لحظات التصوير بشكل عفوي، جعل المخرج يغير جزءا من السيناريو ويدمج التفاعل العفوي للطفل الممثل في مشاهد الفيلم.

وأضاف بلعباس بالقول: “ماكراهتش لو كنت أنا فحال أيوب، لأن الإنسان البسيط يعطي إنتاجا نقيا بدون أي خلفيات”، مشيرا إلى أن مصدر الأفكار التي يعتمدها في أفلامه يستقيها من القصص البسيطة في حياة الناس، خاصة البسطاء منهم، وليست مواضيع البيع والشراء في الأفلام والسينما، حسب قوله.

وقال بلعباس في تصريح مقتضب لجريدة “العمق”، إن فيلمه لم يتضمن أي رسالة للجمهور، مشيرا إلى أن أسلوبه في الإخراج يعتمد على إبراز ما يراه المخرج من مواضيع تسكن وجدانه وليس ما ينتظره الجمهور.

وبخصوص فيلم “بلادي هي بلادي”، فقد قرر المخرج عادل عزاب إبراز تجربته في الهجرة نحو أوروبا في فيلم روائي، حيث يحكي الفيلم قصته الحقيقية في الهجرة إلى إيطاليا، ومعاناته في الاندماج في في بلاد المهجر، وذلك للفت الانتباه إلى موضوع الأطفال الذين يتركون أهاليهم ووطنهم ويغامرون بالهجرة نحو إيطاليا ومعاناة أمهاتهم بسبب غيابهم.

عزاب هو شاب مغربي نشأ في دوار وسط المغرب، ليلتحق في سن الثالثة عشر بوالده الذي كان قد هاجر إلى إيطاليا، قبل أن يجد نفسه في مواجهة قساوة المهجر، وأمام تجارب من شأنها أن تغير مجرى حياته إلى الأبد.

المخرج قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن فيلمه أراد إبراز معاناته في الهجرة إلى إيطاليا، قائلا في هذا الصدد: “حين كنت صغيرا كانت لي نظرة مثالية عن إيطاليا بسبب ما أسمعه في الدوار، وأن الهجرة إليها يضمن العيش الرفيه والمال وغيرهم، ولكن حين هاجرت لم أجد ذلك، بل وجدت كل شيء صعب”.

وتابع قوله: “يجب على كل واحد أن يفكر جيدا قبل الهجرة، لأن الأوروبيين ينظرون إلينا نظرة سيئة بسبب الأحداث التي تقع”، مشيرا إلى لم يكن ليهاجر لو بقي والده معه في المغرب، ولو توفرت له ظروف إتمام دراسته بالدوار الذي كان يعيش فيه.

وبخصوص اختياره أشخاصا عاديين من الدوار لتمثيل الفيلم، أوضح المخرج عزاب، أنه اضطر إلى ذلك لأنه لا يملك المال الكافي، مشيرا إلى الممثلين الذين اختارهم أعطوا مصداقية للفيلم، خاصة وأنهم جسدوا أدوارهم الحقيقية بشكل واقعي، وهو ما أعطى قوة للفيلم، حسب قوله.

أما الفيلم القصير “يوم المطر”، فيحكي قصة تسرب الماء من حائط بيت عائلة فقيرة تعيش من بيت الفحم، متسببا في أضرار في بيت الجيران، وبينما تم إصلاح التسرب، بدأت السماء تمطر على الفحم، لتبدأ قصة معاناة العائلة.