خارج الحدود، مجتمع

تقرير: %1.2 فقط من المنتمين لداعش درسوا الشريعة الاسلامية

كشف تقرير للمركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب التابع للجيش الأمريكي (CTC) بعد تحليله لبيانات لأزيد من 22 ألف سجل تعريفي بالأعضاء المنظّمين قدموا من ما يزيد عن 51 دولة حصلت عليها من شبكة الأخبار “Sky News” البريطانيّة، من أحد المنشقين عن تنظيم “داعش”، (كشفت) أن %70 من أعضاء التنظيم معرفتهم بالشريعة الإسلاميّة بسيطة، في حين أن نسبته 5% فقط وصفوا معرفتهم بالشريعة الإسلاميّة بـ (المتقدمة- أيّ طالب علم).

وأوضح التقرير، وفقا لتحليل نتائج الإجابة على سؤال مستوى تحصيل العلم الشرعيّ لدى أعضاء التنظيم أن 23% صرح بأن معرفته بالشريعة الاسلامية متوسطة، وعن عدد الدارسين للشريعة في التّنظيم فقد سجّل ما عدده (119) مجنداً أنّهم درسوا الشريعة وإمّا في كلية أو مدرسة دينيّة أيّ ما يشكّل 1.2% فقط داخل التنظيم بالمقارنة مع باقي التخصصات.

وحسب المركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب، فإنّ أقل نسبة من المتطوعين في التنظيم لتنفيذ عمليات انتحاريّة هم أولئك الذين وصفوا معرفتهم بالشريعة بالمتقدمة، وأنّ صفوف الانتحاريين مليئة بمن وصفوا معرفتهم بالشريعة بالبسيطة. وهنا علّقت الدراسة باستغراب على هذه النتيجة بقولها: إذا كان “الاستشهاد” كما يدّعي التّنظيم هو أعلى مراتب الواجب الدينيّ أليس من المفترض أن يكون أصحاب المعرفة الشرعيّة المتقدمة هم الأكثر إقبالاً على العمليات الانتحارية.

وأظهرت دراسة قامت بها وكالة الأنباء الأمريكيّة “AP” للبيانات السالفة، أنّ خمسة أعضاء فقط من بين مجندي داعش يحفظون القرآن الكريم، ولدى قيام وكالة الأنباء بالتّحقيق في الخلفيات الشرعيّة لعدد من مجندي داعش الأجانب وجدت أنّهم اشتروا كتابي “القرآن للأغبياء” و “الإسلام للأغبياء” عبر موقع أمازون قبيل سفرهم إلى داعش بغرض تحصيل الدراسة الشرعيّة.

وفي تحليله لهذه البيانات، أكد البنك الدوليّ أنّ 43.3% من المنتمين للتنظيم لم يتجاوز تحصيلهم العلمي العام الشهادة الثانويّة، وأنّ ما نسبته 25.4% ارتادوا الجامعات في مختلف التخصّصات، مضيفا أنّ أصحاب المعرفة الشرعية البسيطة هم أصحاب النسبة الأعلى بين المتقدمين على العمل داخل التنظيم كمحارب أو محارب انتحاري، في حين تبلغ نسبة الإقبال الأقل على العمل في التنظيم كمحارب أو محارب انتحاري عند الذين وصفوا معرفتهم الشرعية بالمتقدمة، فهؤلاء يشكّلون النّسبة الأعلى بين المتقدمين للعمل الإداريّ في التنظيم.

وحول علاقة دراسة الشريعة بتأسيس التّنظيمات الجهادية المتشدّدة حول العالم، أجرى مركز الدين والجغرافيا السياسية البريطانيّ دراسة صادرة عام 2016، بعنوان (معالم التّشدّد) والتي تتبعت دراسة وتحليل سيرة حياة أبرز مائة شخصيّة جهاديّة إسلاميّة أثّرت في مسيرة الجهاد العالميّ وخلقت ما يُعرف بالشبكة العالميّة للجهاد، حيث اُختيرت هذه الشخصيات من 41 دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا ينتمون إلى 49 منظمة جهاديّة.

وكشفت الدراسة أنّ ما نسبته 46% قد التحقوا بالجامعات لكن 22% منهم لم يستكملوا دراستهم الجامعيّة، وفيما يتعلق بالتّخصصات الأكثر إقبالاً على الانخراط في التنظيمات الجهاديّة من الصف القياديّ، فكانت التّخصصات العلميّة بنسبة 57% من بين الجامعيين، في حين أظهرت الدراسة أنّ نسبة الدارسين للشريعة لم تتجاوز 28%.

ومن أصحاب التّخصصات العلميّة كان ما نسبته 29% صنّفوا كقادة رأيّ في التّنظيمات مُهمّتهم تزويد التّنظيمات بالاتجاهات الفكريّة والتبريرات وتنظيم عمل الجماعة، وأنّ نسبة قادة الرأيّ والمنظّرين في هذه التّنظيمات ممّن درسوا الشريعة لم تشكّل أكثر من 18%. وعلّقت الدراسة على هذه النتائج بأنّ التّخصصات العلميّة هي المكتسحة لتاريخ القيادات الجهاديّة على عكس تخصّص الشريعة والدراسات الإنسانيّة بتمثيل ضعيف خاصّة بين قادة الرأيّ ومن نصّبوا أنفسهم قضاة شرعيين.