مجتمع

دار الطالبة بضواحي وزان تطرد تلميذة لـ”أسباب سياسية”

علمت جريدة “العمق” من مصدر خاص، أن إدارة دار الطالبة بمركز عين دُريج التابع ترابيا لإقليم وزان، أقدمت مطلع هذه السنة على منع تلميذة تنحدر من جماعة ونانة، من الاستفادة من خدمات المرفق الذي ينصب في إطار المساعدة الاجتماعية لذوي الدخل المحدود، وتقديم الدعم النفسي والمادي لنزلائه، والتشجيع على تمدرس التلميذات، ومحاربة ظاهرة الهدر المدرسي.

وبحسب مصدر الجريدة، “فإن منع التلميذة من الاستفادة من خدمات دار الطالبة هو انتقام سياسي من أب التلميذة، لأنه رفض في الانتخابات التشريعية ليوم 7 أكتوبر التصويت والاشتغال لصالح حزب معين”، مؤكدا أن “الأمر يتعلق بحزب الأصالة والمعاصرة”.

وفي هذا الصدد قال أب التلميذة عبد السلام عزي في تصريح لجريدة “العمق”، إن “أسرتي المكونة من ست بنات وزوجة تعيش حالة اجتماعية مزرية، حيث أصبحنا مهددين بالإفلاس التام بسبب تردي أوضاع الفلاحة في المنطقة والتي تعدُّ مصدر عيشنا، الشيء الذي دفعني إلى تسجيل ابنتي بدار الطالبة منذ سنوات”.

وأضاف: “خلال هذه السنة تفاجأنا بمنع ابنتي من الاستفادة من خدمات هذا المرفق الاجتماعي وذلك بسبب تحوّله لوسيلة لتصفية الحسابات السياسية”، متهما بعض الأطراف التي لها يد في تسيير مرفق دار الطالبة بـ”ممارسة التعسف في حق ابنته (المتفوقة في دراستها بشكل ملفت حسب قوله).

واعتبر أن قراره بعدم التصويت على “البام” جعل بناته “تحت رحمة السياسة”، مشددا على أن “المرافق الاجتماعية ينبغي أن تظل في إطارها الخدماتي متجردة عن كل الممارسات السياسوية”.

وأوضح المتحدث ذاته، أنه “قام ببيع ما يملك من قطع أرضية بمبالغ متدنية فقط من أجل أن يقدم لبناته المساعدة اللازمة لإكمال دراستهن”، مردفا “ولي بنتان تتابعن دراستهن بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان ما يجعل تغطية كل هذه المصاريف وأكثر شبه مستحيل في ظل هذه الظروف الصعبة”، داعيا “السلطات المسؤولة أن تتدخل لإنصافه ورد الاعتبار لبناته”.

من جانبه نفى رئيس جمعية دار الطالبة، عبد الخالق شليوى، “الاتهامات التي وجهت إليه من طرف أب التلميذة”، مؤكدا في السياق ذاته، أنه “تم قبول التلميذة المذكورة مطلع الموسم الدراسي الجاري ضمن لائحة نزيلات دار الطالبة، غير أنها لم تلتحق إلا بعد شهرين من صدور لائحة المستفيدات”.

وأكد عبد الخالق شليوي في تصريح لجريدة “العمق”، أن “جمعية دار الطالبة تنشط في المجال الخيري الاجتماعي المحض، ولا علاقة لها بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد”، مبرزا كون “عدم إلتحاق التلميذة المذكورة أفضى إلى تعويضها بمستفيدة أخرى”، مشددا “على محدودية الطاقة الاستعابية لدار الطالبة بمركز عين دُريج”.

وأضاف المتحدث ذاته، أن “التلميذة سبق لها وأن استفادت من خدمات دار الطالبة لمدة ثلاث سنوات بدون مقابل”، مشيرا إلى أن “المسؤولين بجماعة ونانة والتي تنحدر منها التلميذة لم تساهم بسنتيم واحد للجمعية رغم الإكراهات التي تعاني منها”، كما أكد أن “الخدمات التي تقدمها الجمعية تندرج في إطار خيري”.