سياسة

أوريد: أزمة الخليج سبب في تعثر الاتحاد المغاربي وفكرة الوحدة قائمة

اعتبر المؤرخ والباحث حسن أوريد، أن السياق الدولي كان له تأثير حاسم في مسار الاتحاد المغاربي، سواء بالسلب أو الإيجاب، مشيرا إلى أن أزمة الخليج عقب اجتياز العراق للكويت في العالم 1990، كانت سببا في تعثر مسيرة الاتحاد.

وأوضح الناطق الرسمي باسم القصر الملكي سابقا، أن اجتياح الكويت حرك الشارع المغاربي الذي أثر في الساحة السياسية بالمنطقة وأعطى دفعة قوية لاتجاهات سياسية معينة في المغرب والجزائر.

وشدد المتحدث في ندوة السبت الماضي بوجدة حول ” الفضاء المغاربي” من تنظيم المعهد العالي للتدبير HEM، على أن المغرب وتونس انخرطا في خندق معين بينما الجزائر وليبيا انخرطا في خندق آخر، وهو عامل أثر في العلاقات المغاربية، كما أن العلاقات بين المغرب والجزائر كانت تتأثر دوما بأسعار البترول.

وأضاف أن “التباينات كبرت بين المغرب والجزائر في السبعينات خاصة في ظل سياق دولي تميز بطفرة البترول الذي أعطى للجزائر قوة، وهو ما جعل الظروف الدولية والإقليمية تؤجج الاختلافات بين البلدين، لتؤدي التباينات إلى فرقة رغم وجود حسن نية وإرادة من الحسن الثاني”.

مؤرخ المملكة السابق، قال الاتحاد المغاربي انتهى عمليا في غشت 1994، بعد الحادث الإرهابي في مراكش وفرض المغرب التأشيرة على الجزائريين ورد الجزائر بإغلاق الحدود، لذلك روح الاتحاد انتهت عمليا رغم وجود هياكل للاتحاد، حسب قوله.

وتابع قوله: ” بغض النظر عن من المسؤول عن عرقلة الاتحاد، فإنه انتهى عمليا، وهو ما كرسه المغرب من خلال رسالة بعثها الوزير الأول ووزير الخارجية السابق عبد اللطيف الفلالي إلى الأمين العام للاتحاد المغاربي، يطالب فيها بتجميد الاتحاد في دجنبر 1995″.

وبخصوص قضية الصحراء، قال أوريد إن هذا الملف هو نتيجة وليس سبب المشاكل، بمعنى أن النزاع بين المغرب والجزائر سابق عن ملف الصحراء، داعيا مسؤولي البلدين إلى التعامل بالحلم والحكمة في ظرفية غير عادية، وفق تعبيره.

أوريد عاد ليقول إن العالم يعيش اليوم سياقا دوليا آخر، مشيرا إلى أن فكرة الوحدة لا تزال قائمة ولم تنتهي سواء عند الجهات الرسمية أو في وجدان الشعوب، والدليل هو اجتماعات المثقفين والخطابات والرسائل الرسمية المتبادلة رغم القطيعة، مضيفا أن هناك تعبيرا رسميا على أن الاتحاد المغاربي خيار استراتيجي، بل حتى نص الدستور يتكلم عن أمل الوحدة، وفق تعبيره.

واعتبر المتحدث أن “القوس الذي انفتح مع سقوط حائط برلين انتهى الآن مع عدة مؤشرات، أبرزها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي وعودة روسيا للساحة الدولية وانتخاب رئيس أمريكي له أوليات خاصة”.

وأردف بالقول: “نحن نعيش عالما جديدا، قال عنه الأمين العام للأمم المتحدة إنه عالم أكثر خطورة، وقد نتأثر بما يحدث من أخطار وتأثيرات في العالم منها الإرهاب والتمايزات القائمة على الهويات ورسم خرائط جديدة خاصة في المشرق”.

يذكر أن الندوة التي استضافها مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية عرفت حضورا مهما.