وجهة نظر

التعثر الديموقراطي وإنتاج التطرف

لا يمكن لأي قارئ للتاريخ الإسلامي بتجرد، إلا أن يقف على دور السياسة الحاسم في إنتاج الغلو والتطرف. لقد انقسم المجتمع الإسلامي الأول في وقت مبكر إلى طوائف سياسية متناحرة، وبرزت طائفة الخوارج بكل حمولتها الفكرية المتشددة، ومنهجها العنفي والتكفيري، كل ذلك بسبب ما وقع من أخطاء سياسية، وعجز ذلك المجتمع عن تدبيرالاختلاف بطرق حضارية لم يكن من السهل على مجتمع بدوي صحراوي حديث عهد بالدولة استيعابها ولا فهمها، وهكذا كل ما وقع من فتن بعد ذلك وصراعات دموية داخلية، لم يكن له من سبب إلا ضعف الوعي بضرورة الالتزام بقواعد التوافق والتداول السلمي للسلطة.

للأسف الشديد لا زلنا بعد خمسة عشر قرنا نعيش نفس الأخطاء ونرتكب نفس الزلات، فرغم كل ما عرفته مجتمعاتنا من تطورات، ورغم كل المسارات الديمقراطية التي عرفناها منذ الاستقلال إلى اليوم، إلا أن هذه التعثرات والكبوات التي يعرفها المسار الديمقراطي، من شأنها تزهيد كثير من الشباب في ممارسة العمل السياسي، بل من شأنها زرع كثير من الاحتقان في النفوس تجاه كل عمل مدني أو سياسي.

عن موقع الميزان