منوعات

لوموند:إبعاد بنكيران إعلان عن عودة سيطرة القصر على الشأن السياسي

قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، إن “تعيين سعد الدين العثماني، رئيسا جديدا للحكومة خلفا لبنكيران، والإعلان عن تشكيل الحكومة في ظرف عشرة أيام، بعد جمود دام لخمسة أشهر، هو إعلان عودة القصر للسيطرة على زمام الشأن السياسي بالمغرب”.

وذكرت الصحيفة، في مقال نشر بموقعها أمس الأربعاء، أنه “بعد خمسة أشهر من الجمود الذي عرفته مفاوضات تشكيل الحكومة، رضخ رئيس الحكومة الجديد للشروط التي رفضها سلفه عبد الإله بنكيران وقبل بدخول الاتحاد الاشتراكي، وتشكيل الحكومة من ستة أحزاب بسرعة كبيرة”.

وأكدت الصحيفة الفرنسية الواسعة الانتشار، أن “السؤال الذي كان يجب أن يطرح هو كيف ستستمر مشاورات تشكيل الحكومة”، مضيفة أن “الرسالة كان ينبغي أن توجه للأحزاب الأخرى حتى تقلص من شروطها للخروج من البلوكاج؟ .. وهذا ما لم يتم، وبقبول الاتحاد.. البيجيدي قدم تنازلا كبيرا”، تضيف الصحيفة الفرنسية.

وأردفت أنه “إلى حد الآن يصعب معرفة النتائج السلبية للتنازلات التي قدمها الحزب وكيف ستكون آثارها عليه وعلى تماسكه، رغم أن “بعض القيادات بالحزب تشعر بالمرارة مما حدث”، حسب تعبير صحفي مغربي مهتم بالشأن السياسي، والذي أضاف أن البيجيدي “يمر بأزمة وكيف سيحافظ على مصداقيته بعدما قبل بما رفضه بالأمس، لكنه دوما يعرف كيف يدير تلك الأمور”.

وأوضحت “لوموند”، أن حزب العدالة والتنمية عاش لحظات حرجة في مساره من العمل بشكل سري إلى المعارضة، والتهديد بحله بعد تفجيرات الدار البيضاء سنة 2003، إلا أنه خرج من تلك الأزمة بانضباطه الداخلي، وبراغماتيته الخارجية، وذلك بهدف الحصول على قبول في الساحة السياسية، وهو ما حصل لأول مرة خلال انتخابات 2011 في أعقاب “الربيع العربي”، تضيف الصحيفة.

وأضافت “لوموند”، أن “عبد الإله بنكيران الذي عزز بكاريزميته عودة البيجيدي لتصدر الانتخابات في أكتوبر 2016، وتعيينه رئيسا للحكومة للمرة الثانية، سرعان ما واجه أولى العقبات مع عودة عزيز أخنوش رجل الأعمال المقرب من القصر، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي تمكن من بناء تحالف من عدة أحزاب كان له دور رئيسي في المفاوضات”.

وشدد المحلل السياسي محمد الطوزي، حسب ما نشرته “لوموند”، على أن “هذه المرحلة قدمت رابحا وخاسرا، لكنها تعد أكثر تعقيدا، مضيفا أن “حزب العدالة والتنمية ظل هو الحزب الأول في المشهد السياسي. وأن الذي تم تهميشه هو بنكيران، إلا أنه مازال متواجدا في الاحتياط ولم ينسحب من الساحة السياسية”.